الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

اختبارات السفر

للسفر زاد، وخير زاده كتاب يُقاسمك خلوتك وسكونك، أو رفيق خفيف «الطينة»، طلق المُحيا، إذا ما ارتأيت من يصاحبك في تجوالك.

فمن المبهجات والعطايا الربانية الثمينة أن يُرزق أحدنا صحبة جميلة، يتأبطها في حلّه وترحاله، ولا أجمل من سفر يشاركك محطاته صديق صدوق، صحبتكما كبرت كظليكما معاً.

فالسفر امتحان، وتمحيص للصديق، فإما أن ترى منه ما يسّرك، ويُثلج صدرك، ويُمْتع رحلتك، فتأنس به وبرفقته، أو أن يكشف الوجه الآخر لصاحبك، فإن كنتَ شخصاً تَعتد بكياستك، وحِلمك، وأدبك، فلن تحفل بصنيعه الخائب معك، بل ستكرمه لحدٍ تجعله يعد قطرات عرق جبينه خجلاً من نفسه، أمام لطفك وصبرك عليه!


وأمّا إن كنتَ من أولئك الذين حوصلتهم صغيرة، ومرارتهم وارمة من الأصل، فستحسم أمره قبل أن يرتد إليك طرفك!


أحياناً يفاجئك صديق عمرك بسلوك أو أسلوب غريب لم تخبره فيه، يخذلك في غربتكما، يجعلك تعيد كل حساباتك، ومواقفك معه، كأن تتفاجأ بحساسيته المفرطة التي لم تعهدها فيه، ولا تدري من أين حلَت فجأة عليه، فتعزوها إمّا إلى تبدّل الأجواء والطقس!، فتقضي جُل وقتك «اتهاديه» كما الطفل الصغير النزق، تريد أن تمر الرحلة على خير بلا مصادمات، متذكراً نبع الحنان وما استودعتك إياه من وصايا قبل سفرك، فتطري على بالك أغنية عفاف راضي، فتُغنّي له: «يهديك، يرضيك، الله يخليّك»، فيقابلك هو بصلف، كأنّك طالب يد أمه، فيرد:«لآ لآ.. ما تحاورنيش»!.. لتنهيها على طريقة عبدالوهاب:«أنا إللي أستاهل كل إللي يجرالي»!