الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اتركوهم يثرثرون

عندما يكون الطفل بين يدي والديه داخل المنزل وهو في سنواته الأولى من العمر، فإن والديه دون شك هما الرعيل الأول الذي سيلتقط منهما جميع المفردات الأولية التي تساعده على ترتيب كلماته ونطقه. ولكن الصدمة التي يصاب بها كل من الأب والأم تأتي مع أول خطوات طفلهم نحو الخارج نحو العالم الخارجي، وكما هو معروف فإن تلك الخطوة هي تلك التي تتم خلال الانتقال إلى الحياة المدرسية، وفي البيئة المدرسية سيجد الطفل أقراناً وسيقوم ببناء صداقات وزمالات وخلالها يكتسب عادات جديدة وألفاظاً جديدة وأساليب وطرقاً مختلفة وغير معهودة ولا مألوفة عنده. ببساطة في أول خطوة خارجية تظهر علامات التغير والتي قد لا تتناسب مع تطلعات ومواصفات أبيه أو أمه أو كليهما، وهي تغيرات تصيبهم بالحيرة والدهشة والاستغراب، والملاحظ أن هناك آباء وأمهات لا يكتفون بالصدمة ولا بالحيرة عندما يشاهدون طفلهم بسلوكيات تختلف عما ربوه وعلموه عليها، حيث يتحولون إلى العنف، بمعنى يقوم الأب أو الأم باستخدام العقاب البدني لزجر الطفل أو منعه من التحدث بتلك الألفاظ البذيئة أو محاولة إعادة الطفل الذي كان داخل المنزل بكل أدبه وجهله بالكلمات المؤذية. ولكن الذي لا يعلمه الأب ولا الأم أن طفلهما الصغير قد غادر العش وشاهد العالم الخارجي وليس متوقعاً منه العودة قريباً. سيقوم الطفل بتخزين الكلمات والممارسات والحركات التي يشاهدها ممن هم أكبر منه سناً، ولا تتوقع أن يكون لديه فرز أو تدقيق لكل ما يلتقطه إطلاقاً، هو يسمع كل كلمة مهما كانت ويشاهد كل فعل مهما بلغ من الحدة والعنف، وليس علاج مثل هذه الأخطاء بالعنف والعقاب البدني الذي قد يسبب نتائج أكثر ألماً وأكثر قسوة. هناك أسلوب الحوار والنقاش وتبادل الحديث مع الطفل، فتح المواضيع معه وفق اهتماماته الجديدة، ببساطة النزول لعالمه ومحاولة فهم هذا العالم وترك العنان لخياله وأفكاره لتعبر عما يجول في عقله من أفكار، لكن مواجهة كلمة خاطئة صدرت بعفوية بالضرب قد تسبب مرضاً نفسياً مثل الإعاقة اللفظية والتي بسببها قد يتأخر النمو اللفظي لدى الطفل.