الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تمهّـل!

التقنية الحديثة لا شك في أنها أسرع من التقنيات القديمة لكن هل تجعلنا أكثر إنتاجاً؟ أو هل توفر علينا الوقت حقاً؟.. البريد الإلكتروني لا شك أنه أفضل من الوسائل الأخرى للتواصل على مستوى أي مؤسسة، أما الأوراق وأجهزة الفاكس فاستخدمت في الماضي وأثبتت أنها الأبطأ!

وفي مقابل، سرعة البريد الإلكتروني ورغم سهولة استخدامه إلا أنه أحياناً يأخذ منّا وقتاً أكثر وانتباهاً أكبر، وهو في الغالب موجه إلى فرد وليس إلى قسم أو إلى مشروع، وكما يحدث كثيراً فمرسل البريد يضمّن أشخاصاً كثراً في الرسالة الواحدة، وبدورهم يردّون على الجميع، لتصبح الرسالة الواحدة سلاسل من التواصل الذي لا ينتهي، فيعتقد الموظفون أن هذا مهم وأن هذا جزء من الإنتاجية في حين أن العمل خارج هذه الدائرة من التواصل أكثر أهمية.. لا أقلل من أهمية التواصل هنا، لكن أشير إلى حقيقة أن سهولة استخدام التقنية قد يدفع الناس إلى الإسراف في استخدامها لحد يلغي فائدتها الأساسية.

إن التقنيات الرقمية لا تكتفي بإلغاء الحدود بل تلغي الوقت والمكان، وهذا ما جعل بعض المؤسسات تتوقع من موظفيها العمل في أي وقت وأي مكان، وهو ما أثّر سلباً بأن أصبحوا مطلوبين للعمل طوال الوقت ما داموا يستخدمون هواتفهم على مدار اليوم.


ومن ناحية أخرى، وجد البعض في التقنية إيجابية، فلم تعد لهم حاجة للمكاتب، ومع انتشار هذا العمل عن بعد عبر العالم، فإنه من المهم وضع حد بين الحياة الشخصية والعمل، فبدون ذلك ستضيع فائدة التقنية ولن نتوقف عن العمل حتى في الإجازات.