الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عن المؤلف مستقلًا

تحدث الكاتب والمترجم رشاد حسن مؤخرًا في حسابه على تويتر عن النشر المستقل. بدأ بمقاربة بينه وبين النشر المؤسساتي متخذًا الكاتب والكتاب العربي بعين الاعتبار لما للكاتب والكتاب الأجنبي من اختلاف كلي.

تختلف تجربتي عن رشاد، إذ مررت بتجربة النشر الفردي المستقل حين أردت نشر مجموعتي القصصية الأولى "وجوه إنسان". وعلى عكس رشاد لم يكن لي وقتئذ أية علاقات أو سابق معرفة بالوسط الأدبي أو قواعده أو قوانينه، وهما أمران (أعني العلاقات والمعرفة) أساسيان لنجاح النشر المنفرد.

أيضًا، فالنقطة التي نتفق فيها معًا أن النشر المستقل يستنزف الكثير من وقت الكاتب وجهده. هنا نعود لمشكلة تؤرق العديد من الكتاب، وهي اضطرارهم للعمل في وظائف أخرى تعيلهم، لذا من الصعب التفرغ تمامًا للكتابة فما بالكم بالنشر. أيضًا فالكثير من المعارض ومتاجر الكتب وحتى الجوائز لا تخاطب الكاتب المستقل وتشترط وجود دار نشر.


حضرت ورشة متخصصة تؤهل الكتاب لينشروا بشكل مستقل قبل عامين تقريبًا. أذكر أني تابعت كل ما ورد في الورشة بشغف حتى قبيل انتهائها في اليوم الأخير حين اقترح المدرب- وهو كاتب بريطاني مستقل – مواقع وتطبيقات تمكن من صف المخطوطة وأخرى لتصميم الكتاب وأخرى لتعديله بحيث يوافق قواعد النشر ومتطلباته. سألته حينها عن النسخ العربية لهذه التطبيقات والمواقع أو إن كانت تعالج النصوص العربية، فرد أنه لا يوجد إلى يومنا هذا ما يشبهها للكتاب العرب.


"أنت في الأساس كاتب إبداعي، أفكارك بحاجة للتحرر من جميع القيود" يقول رشاد حسن معبرًا عن تفضيله للنشر المستقل، وأتفق معه تمامًا من حيث المبدأ.

لم نحظَ ككتاب عرب بمحررين أدبيين يومًا، فأتساءل، هل نقفز عبرها وصولًا إلى حقبة النشر المستقل؟ ألا يتوجب قبل كل شيء الوصول بالكاتب والمبدع بشكل عام إلى مرحلة من الاستقرار المادي للتفرغ لإبداعه؟