الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الذكريات

الذكريات

عبدالعزيز المسلم

الذكريات الجميلة مستودع الأمل والباعث الأول للسعادة والطمأنينة، فمع كل عملية لاسترجاع الذكريات يتجدد النشاط وتدبّ الحيوية من جديد في الدم والروح، ذكريات الطفولة، ذكريات المدرسة، ذكريات الشباب، ذكريات العمل، كلها إن كانت جميلة تبعث في النفس شعورا لا يوصف.

ومن أغلاها ذكريات الحب، فالحب وحالاته وأجواءه يستحوذون على كل مساحات الذاكرة، والإنسان في سنين كبره تتملكه عاطفة غريبة في استعادة ذكريات الحب الأولى بتجلياتها ومشاعرها الجياشة، وكأنه بذلك يُرمم خلايا قلبه ويعيد الحياة إليها.

أما الذكريات السيئة رغم قساوة تذكرها، وذلك الإحساس الرهيب الذي يحيط بالنفس حين تذكّرها، إلا أن الكثيرين وأنا منهم، رغم القساوة والألم فيها يكون حافزا لبذل كثير من الجهد والعمل لتجاوز تلك الآلام والظروف التي أدت إليها.


وقد ترددت كلمة الذكريات في كثير من أعمالي، منها قصيدة «اذكريني» والديوان المسموع بنفس العنوان اذكريني، وديوان «تذكار»، الذي جمعت فيه أجمل قصائد الشاعر علي بن رحمه الشامسي رحمه الله، وغيرها من الكتابات والأعمال.


أما اذكريني فهو ديوان شعر صوتي خاص سُجّل على قرص مدمج، أصدرته عام 2005 وأشرف عليه الصديق الفنان أزهر كبه، سجلت فيه مجموعة من قصائدي الوجدانية، صدر مواكبة للكتب المسموعة الرائجة والتي سبقتها تسجيلات الأسطوانات، ثم أشرطة الكاسيت خاصة لقصائد الشعر النبطي.

أما «تذكار» فهو مجموعة شعرية قمت بإعدادها في الذكرى الأولى لرحيل الشاعر علي بن رحمه الشامسي وكانت من إصدار دائرة الثقافة، ثم أعدت إصدار تلك المجموعة عام 2019، ضمن إصدارات معهد الشارقة للتراث في الذكرى ذاتها للشاعر، وبحضور ابنه الأستاذ سالم الشامسي الذي كان وكيل مدرستنا في المرحلة الإعدادية (مدرسة خالد بن محمد الإعدادية بمدينة الشارقة).

وإن من جميل ما قاله الشاعر المبدع ابي القاسم الشابي رحمه الله في هذا الشأن:

كُلٌّ نسوك ولم يعودوا يذكرونك في الحياة

والدهر يدفن في ظلام الموت حتى الذكريات

إلا فؤاداً ظلّ يخفق في الوجود إلى لقاك

ويودّ لو بَذَلَ الحياة إلى المنيّةِ وافتداك!.