الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الحوثي وحماس.. فتنة إيران لا تتوقف

حتى في الأيام المباركة أيام عيد الأضحى السعيد لم تتوقف إيران عن نشر الفتنة في المنطقة، فهي لا يهمها السلام ولا الوئام حول العالم، وبالتبعية لا تحمل مشاعر الود أو أحاسيس الطمأنينة تجاه جيرانها، فرحها في تصدير الخلافات، وتعميق الشقاقات بين الإخوة في البلد الواحد.

كارثة إيران الحقيقية الأخطر من السلاح النووي، والأكثر فاعلية من صواريخها التقليدية أو الباليستية موصولة بأفكارها الدوغمائية القاتلة، ومذهب التقية الذي تتلاعب به وعليه، وكأن العالم من حولها لا يعي ولا يدرك أبعاد مؤامرتها صباح مساء كل يوم.

في أقل من أسبوع واحد وهو اسبوع العيد كانت وفود الوكلاء تحل في طهران، الحوثي من جانب، وحماس من جانب آخر.


الحوثي هو الذراع الميليشياوية الإيرانية في جنوب البحر الأحمر، ومن خلاله لا تسعى لمشاغبة وتهديد أمن وسلام الجيران كالمملكة العربية السعودية تارة، والإمارات العربية المتحدة فقط، بل تسعى كذلك إلى ما هو أبعد، إنها تخطط لجعله الذراع الطويلة في مياه البحر الأحمر، ومن خلاله يمكنها أو هكذا يخيل إليها التوهم بأنها قادرة على إعاقة المرور في البحر الكبير كما كان يسميه العرب قديماً أي البحر الأحمر، وعينها على مصر بنوع خاص، وهي تعرف أن باب المندب هو عنق الزجاجة بالنسبة لقناة السويس، أحد أهم شرايين الاقتصاد المصري.


طهران وملاليها لم يعودوا بعد يتعاطون مع الحوثي في الخفاء، كل شيء أضحى فوق الطاولة في العلن، والحوثيون بلغ بهم الشطط حد اعتبار خامنئي امتداداً لرسالة النبوة، ولا يهم إن كانت نبوة مغشوشة أم لا، المهم هو الدعم اللوجستي الذي يحصلون عليه، والصواريخ البعيدة المدى، والألغام البحرية.

الطرفان لن يطول بهما مقام الاتفاق بحال من الأحوال لأن علاقتهما لا تقوم على أي ركيزة من ركائز الحق أو العدالة أو السلام، وإنما هي خيوط عنكبوت لن تلبث أن تتمزق عند انتهاء المصلحة الآنية، وذهاب كل طرف إلى حال سبيله، وعندها سوف يبحث كل منهما عن حلفاء جدد ينسجون شباكهم معهم من حولهم.

بالقدر ذاته رأينا حماس ورجالاتها، أولئك الذين لم يدعموا القضية الفلسطينية بقدر ما تسببوا في إلحاق الضرر بها، سواء كان ضرراً مادياً أو أدبياً.

زعماء حماس يسعون إلى المرشد الأعلى ولا يضعون في عين الاعتبار قدر الأخطاء التي يرتكبونها بربط القضية الفلسطينية العادلة بالزيف الإيراني، والإرهاب الإيراني، والجماعات والكتائب المسلحة التي يرتبون لها أدواراً حول العالم في الأيام المقبلة.

قادة حماس يقدمون أنفسهم للمرشد على أنهم خط الدفاع الأول عن إيران، والمرشد يسره أن يعلن للعالم أنه أمد حماس بالصواريخ الدقيقة التوجيه، ولم يهتم بأن يغيث الشعب الفلسطيني الذي تكاد واشنطن تغلق في وجهه آخر وكالات الغوث التي أعانت المعذبين في الأراضي الفلسطينية طوال سبعة عقود، أي وكالة «أونروا».

لا يهم المرشد الفلسطينيين من قريب أو بعيد، والإيرانيون لم يفعلوا شيئاً طوال 40 عاماً سوى الدعائيات الجوفاء، إنما يهمه أن يقدم الفلسطينيون أنفسهم ذبائح على المذبح الإسرائيلي حماية لبلده.

إيران السبب الرئيس في أعمال الفتنة في الشرق الأوسط والخليج العربي، لن يمكنها أن تبقى إلى الأبد على هذا النحو.. شباك الرحمة عما قليل سيغلق ولن ينفعها الإثم الذي تنشره ... للحق لا للقوة الغلبة.