الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فهم المراحل العمرية

عندما تسمع أباً أو أماً، وهم يتحدثون عن تربية طفلهم، وأن عليهم غرس القيم الحميدة والقويمة وأن عليهم متابعته والحرص على ألا ينحرف عن الطريق القويم، وأن مهمة التربية ليست سهلة وتحتاج للاستمرار وغيرها من الكلمات التي توحي بأنهم يتحدثون عن يافع في مقتبل العمر أو على مشارف الـ 20 من العمر، ولكن المفاجأة عندما تعلم أن طفلهم لم يتجاوز الرابعة من العمر، عندها تسأل ما هي القيم التي يمكن لطفل في منتصف الثالثة من العمر أن يتعلمها؟ بل ما هي تلك المبادئ التي يمكن لهذا الطفل أن يفهمها في هذه السن المبكرة، بل الأهم عن أي تربية يتحدثون وعن أي مسلمات وتوجيهات يتكلمون، طفل لتوه يتعلم تناول الطعام، طفل لا يملك في معجمه الصغير سوى بضع كلمات، طفل تضحكنا عفويته وبراءته وبساطة أفكاره، فأين التربية والتعليم منه؟.. هناك خلط واضح وتداخل كبير في مفاهيم التربية والرعاية والتعليم للأبناء، لأننا نلاحظ أن هناك عدم تفريق للمراحل العمرية ولا معرفة أن كل مرحلة تحتاج مهارات وفنون وجوانب من التعليم والتوجيه، وليس الأمر مشاعاً، وأقصد تحديداً لا يمكن لأساليب التعامل مع المراهق أن تتم مع طفل لم يتجاوز الخامسة، ولا يمكن معاملة طفل الثالثة أو الرابعة كما تعامل طفلاً في العاشرة أو الـ 11.. هناك فرق واضح وجوهري بين كل مرحلة عمرية وأخرى، وبالتالي لا يمكن تحديد توجيهات تربوية وتعليمية واحدة. على كل أم وأب، معرفة متطلبات المراحل العمرية المتنوعة وحاجة كل مرحلة ومتطلباتها وفنون التعامل معها والطرق الأفضل والأسلم في توجيهها وتربيتها وتعليمها. يجب الفهم أن الطفولة المبكرة لها احتياجات ومتطلبات تختلف تماماً عن الطفولة المتأخرة، واليافع يختلف تماماً عمن يعيش في سن ومرحلة المراهقة، هذه التباينات والاختلافات والتقسيمات وفق المراحل العمرية هي نتاج عقود طويلة من البحث والدراسة من المختصين في التربية وتعليم النشء، لذا هي نتاج سنوات طويلة من التعلم في هذا المضمار، وعلى الأم والأب فقط الوعي ومنح طفلهم ما يحتاجه وفق كل مرحلة عمرية يمر بها.