الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإعلام الرخيص

بعد انتشار الإعلام الرخيص، الذي اصطلح على تسميته الإعلام الاجتماعي، برزت مجموعة من الذين لبسوا ثوب الإعلام، وأصبحت لها رسائل يومية تبث فيها المواد الاعلامية المفرّغة، مفرغة من المضامين والأهداف النبيلة، وتركزت جلها على إبراز شخصية الإعلامي (المزعوم) وتبيان ميزاته الشكلية من هيئة وهندام و مكملات.

الشاهد أن الساحة الإعلامية المزعومة (الاعلام الاجتماعي) أصبحت ميدانا لعرض التفاهات، واستعراضا لأشكال مزورة من البشر الذين غيروا من هيئاتهم وخلقهم، وتلبسوا ثوب الثقافة والحكمة، مع أن كثيرا منهم نماذج فاسدة في المجتمع!.

المشكلة ان عامة الناس أسهمت في شهرة وانتشار هذه النماذج الفاسدة القبيحة، فقط من باب الفضول والفُرجة، حيث لايزال البعض يهوى الطماشه، و الطماشه بالخليجي (الفرجة) المشاع، التي ليست فيها مدعوين ولا دعوة، إنما هي حضور فوضوي لحدث خاص أو عام.


هنا في هذا المقام أقر بأني لا أعمم هذه الصورة، فهناك نماذج إعلامية مشرفة، حملت رسالة وهمّ الوطن، و صار لها تأثيرا إيجابي كبير، أدى الى حل مشكلات كثيرة، وأوصل عددا من الأصوات التي ما كان لها أن تصل لولا هؤلاء، تلك الفئة القلية، تكاد تكون عين وطنية مخلصة ترى الخلل ولهؤلاء تحية تقدير و إجلال.


غير أن النماذج السيئة التي أشرنا إليها في بداية المقال، والتي تهوي بثقافة ووعي المجتمع إلى الحضيض، يجب أن تمتد إليها يد الدولة لتوقفها عن هذا العبث غير البريء والفوضى المؤذية، فمجتمعاتنا مجتمعات ناشئة حديثة، تحتاج إلى تراكمات لمحتوى نظيف مدروس، لا تفاهات وترّهات وهرج ومرج.

(إذا بليتم فاستتروا).. حكمة ذهبية، يجب أن يعيها أولئك الذين ابتلوا بآفة أو ببلوى، فالأسلم لهم أن يستروا بلواهم ويمنعوا آفاتهم عن الناس، لا أن يسعي التافهون إلى جعل التفاهة رسالة مجتمعية يتناقلها الناس، بدل أن يعووا أنها مصيبة كبيرة نحن لسنا بحاجة لها.

إن الأكل في المطاعم، ومتابعة موضة وصرعات الملابس الغربية، وعمليات التجميل لتقليد أشكال الفنانين، وتربية الحيوانات المدللة، والسفر للمتعة، قد لا تكون من الأولويات أو الحاجات الضرورية للناس.