الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

المتلونون..

على كوكب اليابان.. إذا تم اكتشاف خطأ أو فساد مسؤول ما.. يعتذر للشعب بالانتحار!، مع رسالة حنونة (للعيال وأمهم)، ولكن مع الوقت وتبدل الثقافات تم الاكتفاء باجتماع كبار مسؤولي المؤسسة أمام الجمهور للاعتذار علناً، ثم تقديم استقالة فردية أو جماعية حسب حجم الذنب مع الانحناءة الشهيرة طبعاً، وكذلك تفعل معظم الدول.

في الإمارات ابتكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، مسألة جديدة لمعاقبة بعض المسؤولين، فمن يفشل في تطوير قسمة أو فرعه تتم إقالته، ولكن هل هذا كافٍ؟. إنّ في عرف بوراشد هذا غير كافٍ، لذلك أمر أن يداوم مدير عام تلك الوزارة أو المؤسسة شخصياً (بمكاتبه، وسكرتيراته، وفريق عمله ومصفقينه ومطبلينه) داخل القسم الفاشل لمدة شهر كامل من أجل تصحيح الأوضاع، وضمان تطويره وإلا سوف يتم توديعه غير مأسوف عليه.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صقلته الايام والمسؤوليات منذ الصغر وتعلم في مدرسة (زايد وراشد)، لذلك كان علاجه لبعض المتلونين والمتسلقين، وأصحاب المحاباة الإدارية في المؤسسات بالعلاج بالصدمة عن طريق حضوره الشخصي أو إعلان أسماء تلك المؤسسات أمام الجميع حتى يخجل البعض من كذبهم، وتلفيقهم، ويعلم موظفوهم، والمطبلون لهم سوء عملهم.


حوّل بعض المسؤولين المؤسسات إلى أدوات تخريب، فهناك من يستغل التقييمات (بسوء نية)، فيهبط بتقييم موظف نشيط لأنه رفض القيام بعمل مخالف للقانون.


في يوم ما، كان البعض يعزف عن العمل في المؤسسات الاتحادية بسبب الضعف الإداري، والعائد المالي، وقلة الميزانيات، ويفضل عليها الدوائر والمؤسسات المحلية، واليوم انعكس الحال، وأصبحت المؤسسات الاتحادية في الطليعة وتراجعت الكثير من المؤسسات المحلية، ولا يزال البعض يطبل وينزل راسه في الحفرة ويقول في الإعلام أنّ (الامور طيبة).

ولكن يعلم الجميع أنّ الأمور ليست كذلك، الناس طفرت وتريد التغيير والتحسين على أرض الواقع، وليس على صفحات الجرائد فكما قال الشيخ محمد بن راشد أنّ تكلفة إخفاء الأخطاء والتقصير أكبر بكثير من المصارحة بها وتقبلها والتعامل معها بحزم وجد، لذلك نُذكر ونقول أنّ ما هو مقبول وكافٍ اليوم، لن يكون مقبولاً ولا كافياً غداً.. وفهمكم كفاية.