الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

احتواء المخطئ

ارتكاب الحماقات والأخطاء أمر شائع، فعبرها نتعلم الدروس، وإلاّ فلن يتشكل لدينا الوعي، ولكن أن تكون تلك الهفوات أو المطبّات بمثابة وصمة عار تلاحقنا وتلاحق أفراد الأسرة، فهذا أمرٌ جدير بالتوقف عنده والبحث عن طرق تغييره.

فكم من الشباب والأبناء ممن يرتكبون مشاجرات في المدرسة أو الحي، ويقعون في أخطاء قد تكون بسيطة من الممكن التغافل عنها بعد مرحلة النصح والتنبيه، وقد تكون كبيرة يستحقون على إثرها عقوبات قانونية تكون كفيلة بتلقينهم درساً في الحياة، ولكن أن يستمر العقاب من قبل نظرات وهمزات أفراد المجتمع حتى بعد التوبة، فالموقف أدعى إلى الانتباه.

نلاحظ في الجوار بأنّ بعض العائلات تُعيب سلوك أبناء الآخرين، وتنسف كل جهود التربية، ويصل الأمر إلى عدم الارتباط ببنات تلك الأسر رغم سمعتها الحسنة، لأنّ ابنهم صاحب سوابق أو ما شابه، فكيف تزر وازرة وزر أخرى؟!.


مظاهر كهذه تحتاج إلى تعميق التوعية بطرق احتواء المذنب فكل ابن آدم خطاء!، وقد يقول البعض: “يجب عليه أن يتحمل نتائج أخطائه"!، أوليس الرفق به ومنحه فرصة لتقويم ذاته وسلوكه، أسلم من نبذه وتدمير نفسيته.


إنّ أولى خطوات الاحتواء تبدأ من الأسرة، التي يجب أن تتعامل بحب وحرص شديدين مع صاحب الشأن، فلا ترخي ليصل الأمر إلى الدلال المُخرّب، ولا تشد بحيث تقطع حبل الثقة، وعلى المحيط الاجتماعي أن يدرك بأنّ الجميع عرضة للخطأ، فكما تعيب غيرك اليوم، غداً يطالك العيب بكل تأكيد.

إنّ الخطأ الحقيقي هو التمادي، وفي النظرة الدونية اتجاه من ضل طريقه، ويبقى أن نقول أنّ التوبة بابها واسع ودوام الحال من المحال.