السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لا أعمل

دار حديث بيني وبين عدد من الزملاء عن الطباعة ثلاثية الأبعاد تلك التي تُستخدم اليوم في بناء المنازل. استوقفني خوف الأغلبية من بطالة القوى البشرية مقابل تصدر الإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي المشهد وتسيدهما المستقبل.

واجهت البشرية الإشكالية ذاتها مع بداية الثورة الصناعية ودخول «الماكينة» أو الأجهزة وبناء المصانع. حين اختفى الاعتماد على اليد البشرية بشكل مباشر في التصنيع. تعرضت المجتمعات وقتها إلى بطالة مؤقتة إن صح التعبير ثم إعادة هيكلة للوظائف الجديدة التي يحتاجها سوق العمل بشكله الجديد.

هذا بالضبط ما سوف يحدث. إعادة هيكلة لاحتياجات سوق العمل. سيختلف شكل الوظائف التي نحتاجها كما يختلف مفهوم العمل والإنتاج. في الحقيقة، نواجه اختلافاً كبيراً منذ السنوات الأخيرة، إذ لم يعد كسب المال حكراً على الحصول على وظيفة. ولم نعد بحاجة للجلوس على مكاتبنا 8 ساعات نظامية كل يوم لتحقيق إنتاجية ما أو إنجاز أية مهمة.


يجني المال اليوم المؤثرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يعمل الكثيرون عبر قنواتهم الخاصة على تويتر أو المدونات. تتحول المؤسسات الحكومية إلى جهات ذكية تنهي خدمات العملاء عبر الإنترنت.


أمام هذا التغير الهائل والقفزة النوعية، نحن على وشك معايشة تغير جذري في المنظومة التعليمية. ما هي إلا سنوات قليلة وتختفي السنوات الـ 12 للدراسة بشكلها المألوف. يتحول التعليم ذاتياً أكثر، في مجالات لم تكن لها الأولوية سابقاً كالمهارات الشخصية مثل القدرة على التسويق والتواصل والتحفيز الذاتي، وأخرى كانت تُدرس للمهتمين فقط وعلى مستوى طلاب الجامعات مثل لغات البرمجة.

نحن بحاجة إلى اكتساب القدرة على الابتكار وسرعة التأقلم والتكيف. أن نتغلب على الإنسان الآلي، وأن نسيطر في مساحة الذكاء التي لن يصلها الذكاء الاصطناعي.

ترى، كيف نستعد حقاً للمستقبل في ظل رياح التغيير العاتية هذه؟