الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

علاقة تصادمية

يلعب الإعلام الرياضي المحلي دوراً كبيراً في متابعة الأنشطة الرياضية ويُسلّط الضوء على نجومها والعاملين في قطاعها، وكذلك ينبش في أسرارها ويوقظ قضاياها النائمة. يخرج بعض المرات عن الطريق الصحيح عندما يهمل المحتوى ويركز على هدف إزاحة الأشخاص من مواقعهم.

علاقة الإعلام بالمؤسسات الرياضية ليست مستقرة لكنها في أغلب الأحيان تصادمية، لأسباب عدة، منها ضيق صدور بعض الإداريين وعدم تحملهم النقد، والسبب الآخر يكمن في سوء استخدام بعض الإعلاميين لسلطاتهم النقدية.

بعض المؤسسات الرياضية تريد الإعلامي تابعاً لها، ينقل ما تريد إداراتها التي تطالبه بأن يُبقي سلبياتها في العتمة ويبعدها عن الضوء، وهذا الأمر صعب على الإعلامي، لأنه في حال استجاب لهذا الطلب يكون قد خان مهنيته ومؤسسته الإعلامية، وهو بكل الأحوال أمر غير مقبول.


ليس من الضرورة أن تكون إدارات المؤسسات الرياضية معصومة من الأخطاء، فمنذ بدء الخليقة إلى الآن لا توجد «مدينة فاضلة» إلا في أخلية الكتاب والمفكرين أو في الأحلام.


الذين يعملون ويثابرون ربما يرتكبون الأخطاء مثل غيرهم من المجتهدين، وعندما يمنحون الفرص لتصحيح الأخطاء تتراكم لديهم التجارب وتنضج خبراتهم، وبالتالي يستفيد القطاع الرياضي من هذه الخبرات.

إن أول خطوة لتقليل التصادم بين الإعلام والمؤسسات الرياضية، اعتراف الإداريين والمسؤولين في القطاع الرياضي بالأخطاء عند وقوعها وعدم الخوف من نشرها، لأن الخطأ طبيعة بشرية لا يمكن أن يختفي من الوجود، لكن المهم العمل على تقليل تأثير الأخطاء.

الخطوة الأخرى التي يمكن أن تحوّل العلاقة التصادمية إلى علاقة طبيعية بين الجهتين هي أن يتجنب الإعلام الرياضي النقد الهدام والتجريح الشخصي، ويركز على النقد الموضوعي البناء.

لقد شوّهت العلاقة التصادمية خلال الفترات الماضية الصورة الجميلة للرياضة ولإعلامها، علماً أن الطرفين يعملان بقوة من أجل هدف واحد.

آن الأوان لتحسين العلاقة بين الإعلام والمؤسسات الرياضية، وعلى كل طرف أن يثق بالآخر، فالطرفان يعملان لخدمة تطوير الحقل الرياضي وصولاً إلى منصات التتويج وتحقيق الإنجازات في جميع الألعاب.