الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإعلام لا ينام

يبدو واضحاً أن الأندية المحلية أخذت تعتمد كثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال رسائلها إلى الجمهور، فوسائل التواصل أصبحت مصدراً للإعلام الرياضي بكل أنواعه، وهذا يلبي جزءاً من تطلعات الأندية في بناء الجسور مع جمهورها، أو نشر علاماتها التجارية بصورة أفضل من المواسم السابقة.

في المقابل، بدأت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بتسليط الضوء على المسابقات المحلية بشكل غير مسبوق، سواء من خلال البرامج والمتابعة وتقديم الاقتراحات أو من خلال برامج النقد والتحليل.

هذا الزخم الإعلامي ربما يأتي بالنفع لمصلحة المسابقات المحلية وفرق الأندية، وكذلك يمكن أن يشجع الشركات على الاستثمار في قطاع كرة القدم من خلال رعاية الأندية، فحضور الفرق الدائم في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أصبح واضحاً، وهذا يمنح الشركات الراعية فرصة عرض شعاراتها باستمرار من خلال الفرق التي تظهر دائماً على شاشات التلفزة وفي الصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة.


هذه النقلة الأولية الواضحة في نشاط مكاتب الأندية الإعلامية تحتاج إلى دعم كبير من مجالس الإدارات، لأن معظم هذه الإدارات تعامل الإعلامي مثل أي موظف عادي، وهو غير ذلك تماماً. على سبيل المثال، يلتزم الموظف التقليدي بدوام محدد ويتمتع بالإجازات الأسبوعية والعطلات، في حين أن الإعلامي ليس له ساعات محددة للدوام، فشعاره "الإعلام لا ينام"، وهو دائماً في الميدان يكافح من أجل توفير المعلومات الدقيقة والصور المناسبة للرأي العام.


هذا الإعلامي الذي لا ينام بسبب طبيعة عمله ربما يعاقبه موظف ينام كثيراً ولا يعرف شيئاً عن النادي بعد ساعات الدوام.

لتطوير إعلام الأندية لا بد من فهم مهمة الإعلامي، وعليه لا بد من وضع لوائح خاصة بموظفي المكاتب الإعلامية تختلف عن الموظفين الذين يؤدون أعمالاً تقليدية.

امنحوا موظفي الإعلام الحرية التامة وحاسبوهم على نوعية الإنتاج وليس على حضورهم الجسدي لمقر المؤسسة الرياضية.

الإعلاميون مبدعون، لذا هم في حاجة ماسة إلى من يفهم عملهم في الأندية، فعندما يأوي الإعلامي إلى فراشه يطفئ كل المصابيح ويترك عقله مفتوحاً ومضيئاً.