الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أين المشكلة؟

عندما يتفحص أي متابع جدول ترتيب الهدافين في دوري الخليج العربي للجولات الأربع الماضية، يرى تفوق المهاجمين الأجانب، مع ظهور خجول للهداف المواطن. الأهداف وحدها ليست مقياساً كافياً للحكم على غياب الهداف المواطن، لكن الاعتماد الكلي على المهاجم الأجنبي من قبل مدربي فرق الأندية هو ما يجب القياس عليه.

مدرب النادي يريد أن يحقق أهدافه، وكذلك يسعى لإرضاء الإدارة والجمهور بمختلف الطرق وبكل الوسائل المتاحة التي لا تخالف القانون واللوائح والأعراف.

أين المشكلة إذن؟ لا توجد مشكلة في الوقت الحالي ما دامت الفرق المحلية تنافس في المسابقات وتسجل الأهداف وتسعد جمهورها، لكن المشكلة تظهر عندما يلعب المنتخب الوطني، فالمهاجم المواطن أصبح صديقاً حميماً لمقاعد البدلاء، آخذين في النظر بعض الاستثناءات.


مرة أخرى: أين المشكلة؟ هل المهاجم المواطن غير قادر على إثبات نفسه أمام المحترف الأجنبي؟ إذا كان هذا صحيحاً، فليس من حق أحد لوم مدرب النادي، بل اللوم يقع على اللاعب المواطن نفسه الذي لا يريد أن يحرر موقعه في التشكيلة الأساسية لفريقه.


لكن إذا كان المهاجم المواطن مؤهلاً من جميع النواحي البدنية والذهنية والنفسية ولا يلتفت إليه المدرب، فهنا لا بد من إيجاد حل لهذه المشكلة، لأن الخاسر الوحيد من هذه المعادلة هو المنتخب الوطني.

ليس من الحكمة التدخل في شؤون المدرب وخياراته، لكن أيضاً ليس من العدل أن تختفي المواهب المحلية تدريجياً ويصبح الاعتماد الكلي على اللاعبين القادمين من بعيد.

نأمل أن يأخذ كل مهاجم مواطن فرصته في اللعب مع الأندية حتى يكون على استعداد دائم لتمثيل الأبيض في مهماته المقبلة، فمقاعد الاحتياط لا تنتج لاعباً يصنع الفارق في المنافسات الدولية الكبرى مثل تصفيات كأس العالم أو في البطولة الآسيوية.

اللاعبون الدوليون في حاجة إلى جرعات تدريبية كافية في الأندية في حال عدم خوضهم المباريات المحلية، من أجل أن يبقوا جاهزين لخدمة الأبيض.

نأمل أن تُناقش إدارات الأندية هذه القضية مع مدربي فرقهم، لأن الأبيض أولوية ويجب أن يبقى كذلك.