الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عندما يشرق الكتاب

للكتاب إشراقة عظيمة، فمتى ما سطعت شمسه على بلد أشرقت محاسن فضله وعلياؤه وجماله على العالم أجمع، وهذا ما حدث لإمارة الشارقة.. سطعت فيها شمس الكتاب، وانتشر ضياؤها ليعم الفضاء أجمع، إنه نور الثقافة والعلم والمعرفة الذي لا ينطفئ.

إن معرض الشارقة الدولي للكتاب، هو أول العتبات القوية التي تمكنت الإمارة من خلاله أن ترسّخ للثقافة والعلم، فبنت أرضية صلبة مكنتها من التأسيس لمشروعها الثقافي الكبير، وقد أصبح المعرض اليوم علامة فارقة لمعارض الكتب العالمية، وبين المحافل الثقافية النوعية حول العالم.

كانت الشارقة قد بدأت مشروعها الثقافي بحكمة وعزم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، حيث بدت آنذاك غريبة بتوجهها في ذلك الوقت، فالثقافة ذاتها كانت غريبة أيضًا.


لكن العزم و الحكمة التي جيّرهما حاكم الشارقة للدفع بعجلة الثقافة إلى الأعالي، اوصلت الشارقة إلى هذه المكانة المهمة و مكنتها من مسعاها الخيّر في التأسيس للفعل الثقافي، وهكذا توالت عمليات بناء المؤسسات الثقافية الواحدة تلو الأخرى، و توالت المنجزات الثقافية الكبيرة، و توالت الألقاب و الاستحقاقات والاعترافات بالجهود بالمبذولة، حتى أصبحت الشارقة ترتكز ثقافيا على ثمان مؤسسات ثقافية قوية و معتبرة على مستوى العالم، هي: دائرة الثقافة، مؤسسة الشارقة للفنون، معهد الشارقة للتراث، هيئة الشارقة للكتاب، دارة الدكتور سلطان القاسمي، هيئة الشارقة للمتاحف، هيئة الشارقة للوثائق والأرشيف، هيئة الشارقة للآثار.


يخدم الثقافة في هذه المؤسسات آلاف الموظفين من المتخصصين، وهُم يقدمون للإمارات وللوطن العربي وللعالم خلاصة فكرهم ومعارفهم، مما كان له كبير الأثر على الحراك الثقافي المحلي والخليجي والعربي، إضافة الى تأثير عربي خاص على مسار الثقافة العربية دوليا.

لا يمكن انكار الحضور النوعي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة على الثقافة بشكل العام ودعمه المادي والمعنوي غير المحدود، والذي يظهر جليا للقاصي والداني، مما كان له أثر بالغ على عموم الأداء في المؤسسات وبين الأفراد مما أسهم في غنى العطاءات الثقافية في مجملها، فكانت النتائج مبهرة رائعة.