الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لسنا متشائمين ولكن

نحاول أن نتفاءل وأن نبتعد بكل الطرق عن النظرة التشاؤمية بخصوص مستقبل رياضتنا، ونقنع أنفسنا بأن القادم سيكون أجمل وأن الأوضاع ستتحسن للأفضل، وأن الود المفقود بين المؤسسات الرياضية الكبيرة سينتهي وستعود المياه لمجراها بين هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية.

في قادم الأيام سينصلح حال إدارات الأندية وسترجع الجمعيات العمومية، وستنتهي معها مرحلة التخبط وسيطرة أشخاص على مقدرات الأندية. قريباً ستتحول اتحاداتنا الرياضية لمؤسسات لها قيمة حقيقية يديرها أشخاص نافعون لا مستنفعون.

قريباً سيتحقق الحلم الذي ننتظره منذ عقود وسيأتي الذي يملك مفاتيح تصحيح هرم رياضتنا المقلوب.


عندما نتحدث بهذه النظرة المغلفة بالكثير من التفاؤل أمام واقع يسيطر عليه الإحباط من جميع النواحي، فمن الطبيعي أن يكون ذلك مستغرباً أمام واقع تحيط به السلبيات من كل صوب، لأن من يتحدث بتلك اللغة كأنه يتحدث عن المدينة الفاضلة في المكان والزمان غير الصحيحين، وهل هناك من يصدق أموراً هي أقرب للخيال أو المستحيل؟


ومن أين لنا أن نصدق بأن العلاقة بين الهيئة واللجنة الأولمبية ستتحسن وهما في صراع أزلي منذ عقود؟ وكيف لنا أن نقتنع بأن واقع الاتحادات سيتغير للأحسن والصراعات وتصفية الحسابات تتصدر المشهد، بعد أن هجرها أغلب الأعضاء واستولى عليها البعض لكي يعيثوا فيها فساداً؟

وهل بالفعل سيأتي اليوم الذي ستعود فيها الحياة لأنديتنا بعودة الجمعيات العمومية كما كان الحال في السبعينات؟ وهل هناك أمل بأن هرمنا الرياضي قابل للتعديل بالفعل؟

بصراحة التفاؤل حول مستقبل وواقع رياضتنا أصبح تشاؤماً في حد ذاته، وعلى الرغم من أننا نشعر داخلياً بأننا لا يجب أن نبالغ في التشاؤم وأن القادم سيكون جميلاً، طالما أننا نملك الأدوات والمقومات والكفاءات القادرة على إحداث التغير والتطوير، ولكن المشكلة فيمن سيسمح لها أن تقترب من المناطق المحظورة، المسيطر عليها أشخاص يديرون الرياضة وكأنها ملكية خاصة لا يحق لأحد الاقتراب منها.

كلمة أخيرة

التفاؤل أمر لا بد منه حتى لو كان بهدف تجميل الصورة، وواقعياً نعيش حالة من الصراع الداخلي لأننا نحاول ألا نتشاءم ولكننا غير قادرين.