الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أفي المنتصف الرمادي تقف؟!

المنتصف الرمادي حيث تقف لا تعرف للتقدم طريقاً ولا للعودة.. أنت فقط عالق بلا أغلال، مشتت بين الماضي والحاضر، متشبث بالذكريات، أنت لا تستطيع أن تبتعد ولا أن تقترب.. كما لا تستطيع أن تنسى، ولا يمكنك التجاوز.. فأهلاً بك في المنتصف المميت حيث لا حول لك ولا قوة، حيث انعدام السعادة الفراغ واللاشعور، فيه تشرق الغيوم أكثر من الشمس، وتمطر تراباً يمتص الهواء الباقي في رئتيك فلا أنت تتنفس ولا أنت مختنق، و يظل الغبار في دواخلك، وبين أسود وأبيض بقايا قوة و خمول تام.

ابقَ هناك حيث المنتصف أبشع من القاع بكثير، لأنك معلق في الهواء لا تعرف مكانك.. أين أنت؟.. لكنك لم تصل بعد، أتعيش الأمل أم الخوف من التقدم؟.. مأساة غير مكتملة، أصبحتَ نصفاً.. نصف قلب يحب نصف حب.

المنتصف هو السرمدية والشك.. جزء من العالم الذي ستواجهه إن نجوت.. وهذه الأجساد على دفتي الطريق والخواء والصمت هي سبب البرد القارس، إذا كنت قوياً بما فيه الكفاية وتخطيت الطريق فحتماً ستفزعك الأجساد المعلقة على حائط جدار الفخر، نصف أحياء نصف بؤساء.


أيها الواقف هناك.. يعتز المنتصف بمن قبلوا به وأصبحوا أنصافاً، مصدر غذائهم ودافعهم الأوحد، يعطيهم نصف حزن ونصف سعادة، ونصف دمعة ونصف ابتسامة، نصف حلم ونصف أمنية، وعن هؤلا نصحنا جبران خليل جبران، قائلاً: «لا تجالس أنصاف عشاق ولا تصادق أنصاف أصدقاء ولا تقرأ لأنصاف موهوبين ولا تعش نصف حياة ولا تمت نصف موت ولا تختر نصف حل ولا تقف في منتصف الحقيقة ولا تحلم نصف حلم ولا تتعلق بنصف أمل، وإذا صمتَّ فاصمت حتى النهاية وإذا تكلمت فتكلم حتى النهاية».