الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حماية «العربية».. مسؤولية وطنية

الحفاظ على اللغة العربية مسؤولية وطنية ودينية وأخلاقية، هذا ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، والذي قدم الكثير للغتنا محلياً وعربياً وعالمياً، فقد حرص سموه على إطلاق مبادرات كثيرة بدءاً من جائزة محمد بن راشد للغة العربية، وتحدي القراءة العربي، والتوجيه بإصدار تقرير علمي عن حالة اللغة العربية ومستقبلها لتطوير استخدامها وتعليمها، حرصاً منه وإحساساً بالمسؤولية تجاهها، فهي لغة القرآن الكريم أولاً، ولأهميتها في المحافظة على هويتنا العربية ثانياً، ولغناها وثرائها ثالثاً، ولكونها أداة للتواصل بين ملايين البشر رابعاً.
المطلع على البرامج والمبادرات وكافة المناسبات المعنية بالشباب وتمكينهم، يجد تهميشاً للغتنا الأم وتمكيناً للغات أجنبية ما أنزل الله بها من سلطان.. ففي مناسبات شبابية عدة أقيمت حديثاً، نجد أن المحتوى والحوار الذي يدار، بالإضافة إلى وجهات النظر تعرض جميعها باللغة الإنجليزية، ولهذا وجب التنبيه.
لغتنا العربية لم تتراجع كممارسة، إنما المحتوى العربي في تراجع مستمر على الإنترنت، فوفقاً لإحصاءات «دبليو ثري تيكس»/‏‏‏‏ (W3Techs) بلغ إجمالي نسبة المحتوى العربي على الإنترنت 0.6% مع نهاية 2018، وتأتي اللغة العربية في المرتبة 17 عالميًا! إننا في أمس الحاجة إلى إعادة النظر في ممارساتنا اليومية سواء في بيوتنا أو بيئة العمل، ويجب على المسؤولين انتهاج رؤية القيادة في جعل اللغة العربية الأساس في خطاباتها الإلكترونية وفي اجتماعاتها، كما أننا بحاجة إلى أسرة تدرك أهمية الحفاظ على موروثنا العربي وتحادث أبناءها بالعربية.