الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لغتنا العربية اليوم

لغتنا العربية اليوم
بقلم: أمل حاجي كاتبة وشاعرة ـ الصومال

اللغة العربية بين طيات حُروفها ينبض إيقاع الكلمات، هي لغة جزلة ثرية ويكفي أنها لغة القرآن الكريم، ولكن أين أصبحت في زماننا هذا، وهـل لا يزال العرب كما أطلقَ عليهم خليل مطران «بني الضاد» ؟ اليوم باتت لغتنا العربية في خطر أمام مد التغريب الزاحف والعاميّة الجارفة، فكثير من العرب يفخر بغير لغته حتى صار من الموضة عند كثير منهم التحدث بالإنجليزية والتباهي بتكرار مفرداتها.

وفي عصرنا الحالي تقلص وبشدّة عدد المُحبين للغة العربية، وبكل أسف باتت لغة مُستضعفة من أهلها، وهي في نظر كثيرين من أبناء لغة الضاد لا تتماشى مع التطور الحياتي والتكنولوجي، ويجاهرون بفخر أنّهم لا يقرأون اللغة العربية لغتهم الأم والعذر، أنّها (صعبة)، وأنّهم يفضلون القراءة بلغات أجنبية.


وما يثيرُ مخاوفنا على لغة الأمة هو المبالغة في تهميشها في المدارس والجامعات العربية، وتكاد أقسام اللغة العربية في كليات الآداب مُقتصرة على طلاب من جنسيات غير عربية يرغبون بتعلُّم اللغة العربية، بينما يتزايد أعداد الطلاب العرب في أقسام اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية حتماً نحنُ لسنا ضد أي ثقافة ولن نُلغي أهمية السعي لاكتساب لُغات جديدة كالإنجليزية، والفرنسية.. وغيرهما، فكل منا له الحق في الانطلاق لكسب العلم والتعرف عل الثقافات.


ولكن علينا في المقابل أن نُحفّز المُقيمين في دولنا العربية من فئة غير الناطقين بالعربية بأهمية الالتحاق بمعاهد مُتخصصة لتعليم اللغة العربية، لنُريهم مدى الإبداع الذي تُخفيه لُغتنا، وأننا فخرون بلغة الضاد بعيداً عن عداوة أو مقاطعة أي لغة أخرى، وأيضا لكي نُوضّح مدى اعتزازنا كأمة عربية بلغتنا التي نخشى عليها مـن الضياع، في ظل جيل لا يبحث إلا عن كل بريق مُستورد من الخارج، ولا يُبادر سوى بالتقليد دون أدنى تفكير