الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تكرار ذات الخطأ

تقنية (فار) سحبت البساط وتصدرت المشهد العام في الجولة السابعة من دوري الخليج العربي، بعد أن سجلت حضورها اللافت في أغلب مواجهات الجولة المنتهية، ونالت نجومية الأسبوع السابع وكانت سبباً في تغير نتائج أغلب مباريات الأسبوع، في مؤشر غير إيجابي ينذر بوجود خلل حقيقي لدى قضاة الملاعب، يتطلب تدخلاً سريعاً وعلاجاً مستعجلاً للحالة الفنية المتراجعة لأصحاب الصافرة قبل فوات الأوان، وعلى الرغم من أننا مقتنعون بأن الأخطاء التحكيمية جزء أصيل لا يتجزأ من اللعبة، إلا أن ذلك لا يعني أبداً أن تتصدر القرارات التحكيمية المشهد في أغلب المباريات، وتكون لها أولوية الحوار والنقاش على حساب الجانب التنافسي وأداء اللاعبين، الذي لم يحظ بالاهتمام والمتابعة المطلوبة بعد أن غلبت الأخطاء التحكيمية على المشهد الرئيس للجولة المنتهية.

الاستعانة بتقنية (فار) الهدف منها تقليل نسبة الأخطاء التقديرية لقرارات الحكام هكذا يفترض، لذا صرف اتحاد الكرة ميزانية ضخمة من أجل توفير أكبر قدر ممكن من العدالة، ولكن التقنية الجديدة بدلاً من أن تقلل الأخطاء زادت من نسبتها، ليس بسبب التقنية بل لوجود قصور لدى من يستخدم تلك التقنية، التي أفقدت الحكام الثقة في أنفسهم وقدراتهم نتيجة اعتمادهم التام على حكم الفار، الذي كان سبباً أيضاً في تراجع مستوى العديد من حكامنا المتميزين، لدرجة أصبح معها الحكم يتخذ القرار السليم في الملعب ويعود ليلغيه بطلب من حكم الفار ويتخذ القرار الخاطئ.

اتحاد الكرة أعلن مؤخراً أنه سيستخدم تقنية خط المرمى قريباً بهدف دعم أصحاب الصافرة، مكرراً ذات الخطأ عند الاستعانة بتقنية الفار التي أضرت بسلك التحكيم بدلاً من أن تكون عاملاً مساعداً لهم، نتيجة تغاضيهم عن الجزئية الأهم في الموضوع، والمتمثل في جزئية تأهيل المتعاملين مع مثل هذه التقنيات قبل البدء بتطبيقها، لذا كان من الطبيعي أن تصبح عائقاً لحكامنا بدلاً من أن تكون عاملاً مساعداً لهم.


كلمة أخيرة


التقنيات الحديثة يكون مردودها إيجابياً إذا عرفنا التعامل معها، وما يحدث في دورينا على أرض الواقع ليس بسبب خطأ أو قصور في التقنية بل في أولئك الذين يتعاملون معها.