السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تويتر.. وثقافة الحظر

تويتر.. وثقافة الحظر

الساحة (4)

بقلم: فاطمة علي باحثة ـ الإمارات

في الـ28 من أكتوبر الماضي استضافت ندوة الثقافة والعلوم في دبي المفكر الدكتورعبد الله الغذامي، أستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض، في محاضرة بعنوان «ثقافة تويتر بين حرية التعبير ومسؤوليته» سرد فيها تجربته الخاصة في تويتر، وبيّن أن منصة تويتر خدمت اللغة العربية، فأصبح العربي أكثر عناية بلغته، ذلك أن التعبير من خلال ١٤٠ حرف يحتاج دقة وإتقاناً وبلاغة.

ما لفت انتباهي خلال تلك المحاضرة رؤية الغذامي بأن تويتر أسهم في كسر الحدود، والمثال على ذلك تدخل رؤساء الدول في شؤون دول أخرى والتأثير على مواطنيهم، وذكرني بما جاء على لسان «شون سبايسر» السكرتير الصحافي للبيت الأبيض -الناطق الرسمي باسم الرئاسة الأمريكية - في عام ٢٠١٧، حيث قام بالإعلان بأن تغريدات الرئيس دونالد ترامب عبر تويتر تعتبر تصريحات رسمية بالفعل من البيت الأبيض.


تكمن أهمية اعتبارها تصريحات رسمية بأنها قد تصبح ملزمة قانونياً طبقاً للقوانين والأعراف الدولية، وذلك يعتمد على النية التي تظهر من خلال اللغة التي تم استعمالها والسياق، وقد تجلى ذلك في قضية الاختبارات النووية التي قامت بها فرنسا في عام ١٩٧٤، حيث أخذت محكمة العدل الدولية بتصريحات المسؤولين الفرنسيين واعتبرتها ملزمة.


من جهة أخرى، وجود رؤساء الدول أو غيرهم ممن يملكون المراكز الهامة أو حتى الجهات الرسمية يجعلها مصدراً رسمياً للمعلومات للمواطن ولغير المواطن.. فهل يحق لمثل هذه الجهات حظر حسابات المواطنين ومنعهم من الوصول إلى المعلومة؟ يأتي هذا السؤال بعد أن قام من يتولى إدارة حساب إحدى الجهات الرسمية في أبوظبي بحظر مغردة إماراتية فقط، لأنها علقت على تغريدة غير لائقة صدرت منه!