الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

إلغاء هوية الأبيض

كل من تابع الصورة التي ظهر عليها منتخبنا الوطني في رحلة فيتنام انتابته حالة من الخوف والقلق، كيف لا يحدث ذلك والصدمات تتوالى وتتساقط على رأس الجماهير من مناسبة لأخرى؟ وبعد صدمة نهاية الحلم المونديالي ثم خسارة نهائي خليجي 23، وبعدها الخروج المؤسف من كأس آسيا 2019 التي أقيمت في ضيافتنا، أصبح الشارع الرياضي يعيش معاناة مزمنة بسبب نتائج المنتخبات الوطنية على جميع الأصعدة والفئات، وأمام ذلك المسلسل المستمر للإخفاقات سيطر القلق على الجماهير، خوفاً من المستقبل، الذي أصبح غامضاً وغير معروف، وما حدث في تايلاند وتكرر في فيتنام، ليس سوى حلقة من حلقات الإخفاق المتكرر لمنتخباتنا الوطنية فإلي متى، وما الحل وكيف ومتى؟.

إذا كان الجهاز الفني والإداري يرى أن التجديد والإحلال يأتي من خلال مسح الهوية فإن تلك مصيبة، ولا يوجد هناك مدرب في العالم يفكر بهذا الأسلوب، وطالما أننا نمتلك منتخباً متجانساً ولاعبين يملكون قدرات وإمكانات وعلى مستوى عالٍ من الخبرة الميدانية، التي تمكنهم من مواجهة منتخبات هي الأقوى على مستوى القارة، فلماذا إذن إضاعة الوقت والجهد وتجربة عشرات اللاعبين في محاولة لطمس هوية الأبيض، الذي كان حتى الأمس القريب ضمن أفضل منتخبات القارة وأكثرها تطوراً وتميزاً.

لسنا قساة على الأبيض ولن نكون كذلك، ولكن السير مع قافلة الذين أطلقوا على المرحلة الحالية مرحلة البناء، مرفوض جملة وتفصيلاً، لأن أساس الفكرة والطرح لا يقبله لا العقل ولا المنطق، لأن البناء السليم لا يكون أبداً على حساب تدمير الماضي ولا على أنقاضه، ولأننا نملك قاعدة سليمة تعتمد على أسس متينة، فالمطلوب تدعيم المجموعة الحالية من اللاعبين ببعض العناصر الشابة القادرة على سد الثغرات لمواصلة الطريق، من خلال الإحلال التدريجي، وهذا ما هو معمول به ومتعارف عليه في مختلف دول العالم، أما أسلوب نسف المنتخب الحالي والبناء على أنقاضه فإنها ليست سوى محاولة فاشلة لتغطية الأخطاء.


كلمة أخيرة


لم ولن نقسو على المنتخب، ولكن رحلة فيتنام فتحت أبواب الخوف والقلق على مستقبل الأبيض الذي لم يعد "أبيض" بهذا الفكر والأسلوب.