الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

رقابة غير مجدية

أسلوبان من الصعب أن اقتنع بهما في عصر يموج بالمتغيرات التقنية.. المنع، والرقابة اللصيقة، فكما نعلم جميعاً أن كل ممنوع مرغوب، وأن الرقابة اللصيقة التي تفرضها بعض الأسر على أبنائها، تذهب سداً لأن الأبناء أكثر إلماماً بأدوات العصر من ذويهم.

وإذا تركنا مسألة الجدوى جانباً، وتفكرنا في انعكاسات هذه الأساليب على الأبناء، سنكتشف أننا نخسر أكثر مما نكسب، وندمر أكثر مما نبني، فأكثر ما يحتاجه الأبناء سواءً أكانوا ذكوراً أو إناثاً هو الثقة، لأن الثقة مرتبطة بشكلٍ وثيق بالاحترام، فلا ثقة دون احترام، ولا احترام دون ثقة.

قبل أيام دار جدل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي حول قرار بعض الجامعات استخدام الرسائل النصية لإبلاغ أولياء أمور الطالبات بحركة دخول وخروج بناتهم من الجامعة، فانقسم الناس حوله إلى ثلاث فئات:


الأولى: تؤيد القرار، وترى فيه ضابطاً قوياً لسلوك الطالبات، والثانية: تؤيد القرار، لكنها تطالب بتطبيقه أيضاً على الذكور، أما الثالثة فترفض القرار بشدة، وترى فيه تقييداً لحركة الطالبات، ومؤشراً على ضعف الثقة بهن.


من وجهة نظري قرار مثل هذا يحتاج إلى دراسات مطولة قبل التطبيق، لأن آثاره السلبية على الطالبات كبيرة، وقد تنتج عنه ردود أفعالة رافضة ومتحدية.

الأمر الآخر الذي يجب الانتباه إليه، هو أنه يمكن أن يتسبب في توتر العلاقة بين الطالبات وذويهن، خصوصاً أن الكثير منهن يضطرن لمغادرة الجامعة لأسباب تتعلق بالإثراء المعرفي والتدريب، وتكرار وصول هذه الرسائل للأهالي من شأنه أن يضع الطالبات في دائرة الشكوك، ويعرضهن للمساءلة المستمرة.