الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شتاؤنا الإماراتي

هو فصل الشتاء، الذي رغم قسوته إلا أنه في موسكو يتغلبون على برده القارص، بأنشطة لا تظهر إلا في هذا الفصل وفي هذه الأيام التي لا تشبه باقي أيام السنة، فتَكْثُر مسابقات المنحوتات الثلجية، ورياضة التزلج، كما يحلو لهم التجوال في قاربٍ كاسحٍ للجليد الذي يُغطي ماء النهر، ومع احتفالات رأس السنة يطلقون الألعاب النارية حيث يشعر الناس ببعض البهجة التي تشق شعور الصقيع، هذا إلى جانب الشوربات الساخنة الشهيرة من البنجر والكرنب و«الكارتوشكا» أي البطاطا بلغتهم، فتدفئهم، كل ذلك لن تراه في موسكو سوى في فصل الشتاء.

ولا أجمل من الشتاء في أرياف بريطانيا، حيث تغطي الثلوج كل الأسطح والمسطحات والأشجار، في حين تقل الثلوج في لندن، إلا أن سماءها الضبابية طيلة فصل الشتاء تميزها بين المدن وعليه أطلقوا عليها اسم مدينة الضباب.

فصل الشتاء أينما قضيناه، يجعلنا أكثر رقة وشفافية يصاحبها توقد عاطفي يقربنا أكثر من أحبتنا، فيرتفع منسوب الرومانسية إلى أقصاه، وهنا أذكر قول الشاعر نزار قباني: «لا وسيلة للتدفئة سوى أن أحبك»، ولكن الشتاء يختلف مع من لا يجد أحبتة، إذ يمثل لهم إحساساً بالغربة والوحدة.


أما شتاؤنا هنا في دولة الإمارات، فإنه بعيد عن الصقيع، له مذاقٌ كالعسل، وعذوبةٌ كالحب، ودفءٌ مثل كوب الشاي بالنعناع، ننعم فيه هذه الأيام مع موسم الشاعرية والرومانسية والتوقد العاطفي، فتنشط فيه الزيارات وحفلات الشواء الشهية.