الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الشوائب والقروبات

بعد خروج منتخب الإمارات الوطني الأول من كأس الخليج ومعاناته في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا 2023 وكأس العالم 2022، علينا النظر بمسؤولية أكبر تجاه مستقبل كرة القدم الإماراتية، التي بات الفشل والسقوط المتكرر العنوان الأبرز لها، والمؤسف أننا نتعامل مع الأمر بمنتهى البساطة وكأن شيئاً لم يحدث بعد كل خروج وسقوط.

المنتخبات الوطنية مسؤولية الجميع، وعلى الأندية أن تعلم أن المطلوب منها تكوين اللاعبين وتطوير مهاراتهم والأولوية دائماً تكون تجاه المنتخب، وربما كان من الممكن أن نخطو خطوة إلى الأمام لو عمل الجميع بيد واحدة، ولكن للأسف المجتمع في كرة القدم به العديد من "الشوائب".

المنتخبات الوطنية مسؤولية الجميع ويجب أن لا تكون مسؤولية اتحاد كرة القدم فقط بمجلس إداراتها، ويجب أن نرفض رفضاً باتاً أن يتحكم عدة أشخاص في الاتحاد بمستقبل المنتخبات دون أي خطة أو استراتيجية وبناء على آراء شخصية وخبرات فردية.


نحتاج إلى إعادة صياغة بالنسبة لخطة عمل الاتحاد التي تتغير مع كل مجلس جديد، أما الأندية فمهما تحدثنا فلن نوفي حجم الفشل الذي يحدث بداخلها من عجزها في تفريخ المواهب ومساهمتها بشكل كبير في عدم تطور اللعبة بطريقة العمل العشوائية.


أنا ضد مقولة أن كرة الإمارات ليست بها مواهب وأنها تعاني، لأن الحقيقة تقول إن الأندية ضعيفة في أكاديمياتها والمسابقات لا تضيف شيئاً وتساهم في قتل موهبة اللاعب، وأيضاً هناك أمور إدارية عديدة جداً مضرة باللعبة، لأن العمل غير احترافي ويدار بذات طريقة اتحاد كرة القدم المبنية على "القروبات".

أشفق على اللاعبين الشباب في منتخبنا الأول، في ظل الضغوط العالية التي يتعاملون معها، لا سيما أنهم وجدوا أنفسهم فجأة في وجه المدفع، وبعضهم يفتقد للخبرة ولم يجد الاهتمام الكافي طوال الفترة السابقة، وفِي أولى مبارياتهم الدولية تتم مطالبتهم بالتأهل إلى مونديال 2022، وهم لم يسبق لهم التأهل إلى أي مونديال في المراحل السنية وقدراتهم على قدر العمل في الأندية.

كرة القدم لدينا بحاجة إلى خبراء عالميين لتصحيح المسار وإخراجها من النفق المظلم.