الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

إقالة مارفيك

اللجوء للمسكنات بات هو الطريقة المثلى لاتحاد الكرة للتخفيف من حالة الإحباط التي تسيطر على الشارع الرياضي، الذي أصبح ضحية لعشوائية الاتحاد في إدارة شؤون اللعبة، وبالتالي فإن مسألة إقالة مارفيك وقبلها زاكيروني وباوزا ومهدي، جميعها ليست سوى محاولات يائسة للهروب من الواقع والحقيقة التي أصبحت واضحة للجميع والتي تؤكد على أن المشكلة ليست في أولئك المدربين بل في الجهة التي تعاقدت معهم، هذا هو الواقع الذي بات مسيطراً على الشارع الرياضي، الذي لم يعد ينفع معه جميع أنواع المسكنات، إثر الصدمات المتتالية والسقوط المتكرر والجماعي لمنتخباتنا الوطنية في جميع المناسبات.

عندما تولى الاتحاد الحالي دفة قيادة كرة الإمارات كان لدينا 5 منتخبات متكاملة مستقلة بأطقمها وأجهزتها الفنية والإدارية والطبية، وجميع تلك المنتخبات كان يشرف عليها مدربون وطنيون وبرامجها مستمرة دون توقف، واليوم نبحث عن تلك المنتخبات فلا نجد لها ذكراً سوى في أرشيف وسجلات الاتحاد بعد أن أصبحت من الماضي، فلم يعد هناك منتخبات إلا للمناسبات، واختفت الأجهزة الفنية الوطنية التي تم استبدالها بمدربين أجانب، لينتهي معها أنجح مشروع وطني بدأته المجالس السابقة للاتحاد، ودفع بالاتحادات الأخرى في المنطقة الحذو حذوه، قبل أن يأتي المجلس الحالي وينسف كل شيء.

إقالة مارفيك ليست حلاً بقدر ما هي محاولة فاشلة لامتصاص غضب الشارع الرياضي، وإذا كانت مسألة الهروب نحو الدوري والانشغال بالمنافسات المحلية أفضل وسيلة لإغلاق ملفات الفشل والإخفاق المستمر، فإن الوضع لم يعد كذلك بعد تبخر أحلام الجماهير الواحد تلو الآخر، المشكلة ليست في المدربين بل في منظومتنا الكروية بالكامل التي أصبحت بحاجة لتغير جذري، والتغير يجب أن يبدأ بمن تسبب في سقوط منتخباتنا في الهاوية، ومن تسبب في أن نكون في تلك الزاوية المعتمة بعد أن كنا حتى الأمس القريب في القمة وتحت أضواء العالم، احترموا مشاعر الجميع وارحلوا وأفسحوا المجال لمن يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه.


كلمة أخيرة


كان الله في عون الاتحاد القادم الذي سيجد نفسه أمام تركة ثقيلة، وملفات لا حصر لها من الوعود الوهمية تحت شعار البناء الذي أصبح دماراً.