السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ضمير المرأة العاملة

هناك عدد ليس بقليل من الأمهات العاملات يشعرن بالذنب كونهن يتركن أطفالهن لفترة من الزمن، هي الفترة الصباحية، وعندما يصاب الطفل برشح أو زكام أو ترتفع درجة حرارته لأي سبب كان، يصبح الضغط عليهن أكبر، وعندما يقدر وتكون الزوجة قد اقترنت بزوج غير مقدر أو غير مؤيد أو غير راغب في عملها، فإنه ودون شك ستزداد الضغوط المباشرة وغير المباشرة عليها، وإن أمعنا النظر فإننا سنجد أن أسرتها تحقق رفاهاً ومكاسب كبيرة بفضل هذا العمل الذي تؤديه والذي تقوم به، والمحير أنه رغم هذا تجد من يضع خيارين الأول الأم العاملة والتي لديها وظيفة تكسب من خلالها المال، والأم التي تقضي وقتها في منزلها لتربية أطفالها، وعندما تمر الأسرة بمحنة أو ضائقة مالية فإنها تكون دون فاعلية ودون القدرة على المساعدة.
طبيعة الحياة المعاصرة وضغوط الالتزامات المتعددة التي تتعرض لها الأسر في هذا العصر الذي نعيشه ماثلة ولا تخفى علينا جميعاً، فالزوج يعمل ويتعب ليوفر لأطفاله لقمة العيش وحياة كريمة، وعندما يجد العون والمساعدة من شريكة الحياة وتسهم في تذليل عقبات هذه الحياة فإنها ودون شك ستختصر على هذه الأسرة الكثير من الأوجاع والكثير من الألم والهم.
عمل المرأة ليس ترفاً وليس رغبة عابرة، هو حاجة مجتمعية وتنموية وأيضاً أسرية لمنزلها وأطفالها ولمستقبلها وحاضرها، لا يجب حصر هذه الوظيفة في جانب دون سواه، بل النظر لمجمل الصورة، فالمرأة تسهم في ارتفاع أرقام القوى العاملة وهي جزء من الإنتاج الوطني، وعندما تتعطل كأنك تعطل نصف الإنتاج العام للبلاد. وأمام مثل هذا الواقع يجب الخروج عن النظرة السطحية والآنية لهذه المهمة النبيلة التي تقوم بها المرأة تجاه وطنها وأسرتها، يجب توجيه الشكر لكل امرأة تعمل وتنتج ولديها أسرة وأطفال ترعاهم. على كل زوج أن يدرك أن عمل زوجته رافد مهم وضمانة لمسيرة أسرته ورفاهها وتطورها، وليس عبئاً أو ثقلاً.