الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

القبة البيضاء بالأكريليك

يحتضن غاليري ليلى هيلر في مجمع السركال أفينيو للفنون في دبي، موسماً صيفياً فنياً لعرض خيرة أعمال مبدعيه، ويستمر حتى الأول من سبتمبر المقبل، ويشارك فيه ثمانية فنانين برسومات تشكيلية ومنحوتات وأعمال تركيبية تفاعلية وتصاميم هندسية. وأوضحت لـ «الرؤية» مشرفة الغاليري نادين نورالدين، أن المعرض يضم أفضل أعمال الفنانين معتز ناصر، واي زي كامي، روس بليكنر، أحمد السوداني، لوريس تشيشيني، أفروز أميغي، وعملاً مشتركاً لشجاع آذري وشهرام كريمي. ويقدم الفنان واي زي كامي لوحتين أطلق على أحدهما اسم «القبة البيضاء»، وأبدعها بألوان الأكريليك على قماش الكتان، والآخر يحمل وجه امرأة بالألوان الزيتية تبدو للمتلقي قريبة، لكن رؤية ملامحها ضبابية. ويسرد الفنان أحمد السوداني في عملين رؤيته للحرب، فيجسد في الأول مآسي القصف وويلات الحروب والدمار، وكذلك الحال بالنسبة للوحته التي رسمها بالفحم وألوان الأكريليك على قماش الكانفاس. ويعبر الفنان المصري معتز نصر في لوحتيه «أرابيسك 1،2» عن الوضع الذي آلت إليه مصر بعد الاضطرابات السياسية والأحداث المتكررة، بحسب نادين نورالدين. وشكل الفنان لوريس تشيشيني في تكوينه الفني «البستاني اللاموصوف والزوال الأصيل» وحدات صلب موصولة ومتغيرة الأبعاد، إذ إن العمل معتمد على فكرة الحركة. بدوره، يشارك الفنان روس بليكنر بعمل «القبة» أبدعه بالألوان الزيتية على قماش الكتان، ويحمل بعداً معمارياً هندسياً. وتجسد الفنانة أفروز أميغي في أعمالها النحتية التجريدية فشل الوصول إلى العالم المثالي، الذي يخلف وراءه بقايا فشل ممثلة في صور وهياكل، معتمدة على مزج الصلب بالظل. ويستكشف الرسام شهرام كريمي والفنان شجاع آذري في عمليهما التفاعليين «الأرض الباردة تنام تحتنا» عبر وسائط مختلطة بالقماش، العلاقة الإنسانية مع المناظر الطبيعية. ويستلهم الفنانان فكرة العملين من أعمال الشاعر الإنجليزي بيرسي شيلي، ويسعيان إلى إعادة النظر في مقولة «فكرة متناقضة من الجمال والسمو تشير إلى أن الرومانسيين قاتلوا لتحرير الفن من براثن المادية النفعية والأنانية». ويبرز المبدعان الجمال الذي تكتنزه الطبيعة، في محاولة لإغواء المتلقي وخداعه، إذ إن خلف هذا الجمال المتلألئ شك عميق يكشف عن كارثة تقبع تحت سطح المثالية. وأشارت المشرفة على الغاليري إلى أن الفنانين أبدعا مظهراً جمالياً، وإن كان ليس متوازناً، فهو هادئ متماثل ومنسجم، إذ إن الغاية من التجربة إظهار كم العنف والرعب العميق، الذي يصل حد الإرهاب في تدمير الطبيعة. ويضع الفنانان مستقبل الجنس البشري في مهب الريح، إذ يعتقدان أنه وصل إلى نقطة اللاعودة، فالطبيعة الجميلة ستتمرد وتطلق العنان لقوتها المشبعة بالرعب، لأنها مهما بدت جميلة ومسالمة فلن تستمر على حالها وستغضب يوماً ما.