الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أنشودة وقصة تنبضان بالحنين ووعاء فارغ يفيض بالذكريات

تتسم منحوتات الفنان الهندي سودارشان شيتي التركيبية بالغموض والتعقيد مع الاستعانة بالوسائط المتعددة، وغالباً ما يستخدم في أعماله تجميعات من الأشياء المستخدمة في حياتنا اليومية والتي توحي له بإمكانية توليد معانٍ جديدة مستعيناً في ذلك بمنهجيات متنوعة تتضمن الاعتماد على عناصر النحت والفن المعماري. ويستضيف غاليري ليلى هيلر في مركز السركال آفينيو للفنون في دبي معرضاً مفاهيمياً لشيتي يتضمن مجموعتين هما أنشودة وقصة والوعاء الفارغ. وتضم المجموعتان عملين فنيين تركيبيين أساسيين، إضافة إلى مقاطع فيديو وأعمال من خشب الساج المعاد استخدامه في الهند، إضافة إلى شظايا خزفية وكأنها شظايا امرأة يعذبها سوء الظن والحرمان. وتتكون مجموعة أنشودة وقصة من فيلم على قناتين وعملين تركيبيين من الخشب المنحوت يدوياً، في رمز للتعبير الفني وحاجتنا إلى سرد القصص التي نحملها داخل صدورنا، تنبض كل حكاية منها بالشغف والحنين. وتبدو القصة في ظاهرها بسيطة ومستوحاة من واحدة من الحكايات الشعبية المشهورة في جنوب الهند يرويها باللغة البرجية ـ إحدى اللغات الهندية الغربية ـ عن امرأة لم تغنِ أنشودتها ولم تحكِ قصتها لزمن طويل جداً حتى ثارت عليها الأنشودة والقصة فسكتت عنهما ولاذت الأنشودة والقصة بالفرار لتتجسدا على بابها في صورة مظلة رجل وحذائه. وصرّحت لـ «الرؤية» مشرفة المعرض نادين نورالدين بأن هذا المشروع الفني يوضح الطرق المختلفة التي نستقي بها العلم والحكمة التي يؤمن الفنان بأنهما جزء لا يتجزأ من الفن المعاصر، وهو ما يدخل ضمن المسار الذي يتبعه أخيراً في أعماله الفنية التي يمزج فيها بين الموسيقى والسينما والعروض الفنية والفن الشعبي. وتأتي أولوية المواد على رأس السمات المميزة للأعمال البنائية التي ينفذها سودارشان شيتي، حيث تقوم الهياكل التي يصنعها بالكامل على الخشب المجمع من أسواق الخشب المستعمل يجسد بها ملامح قصص وحكايات مجهولة تحملها تلك القطع بين طبقاتها - وهو المفهوم الذي تطور ليصبح الركيزة الأساسية التي تقوم عليها أعماله، فضلاً عن أنها هياكل ذات تصميم جديد أراد الفنان حين أبدعها أن تكون أعمالاً فنية معمارية تنبض بطابع خاص فريد لم يسبق له مثيل في أي مكان آخر. ويقدم شيتي عبر مجموعة الوعاء الفارغ إشارات إلى طقوس الموت، وعاء يفيض بالذكريات وألم البعاد والرحيل، يخلّف وراءه شعوراً بالفراغ. ويعتبر شيتي مجموعة أعماله هذه كلها محاولة منه لفهم المغزى من الفراغ الذي نخلّفه وراءنا.