2017-03-28
أثارت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانعزالية استياء مواطني ولاية تكساس الأمريكية، ورفضوا موقفه من التجارة مع المكسيك، وكذلك قراره بتشييد جدار حدودي عازل على الحدود المكسيكية، لما يُمثله من عقبة في سبيل تدفق التجارة بين الولاية والمكسيك.
ووفقاً لصحيفة إيكنومست، أعلنت لجنة التجارة الدولية والعلاقات الخارجية التابعة للهيئة التشريعية في الولاية أنها بصدد دراسة قضية حرية التجارة العالمية في معرض جهودها للتصدي لموقف ترامب من المكسيك.
«سوف نُكرّس وقت اللجنة من أجل دراسة القضية، والتوصل إلى إجماع في الآراء حول حرية التجارة لأهميتها بالنسبة للولاية التي تربطها علاقات تجارية قوية بالمكسيك»، هكذا أوضح رئيس لجنة العلاقات الخارجية وعضو الحزب الديمقراطي بولاية تكساس رافييل آنشيا تمسك الولاية بحرية التجارة مع المكسيك.
من جهته، صرّح القنصل العام للمكسيك في مدينة أوستن بأن تكساس هي المُستفيد الأكبر من اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية (نافتا)، إذ تمثل صادرات تكساس إلى المكسيك ستة في المئة من دخلها الإجمالي، في حين تمثل الصادرات الأمريكية إجمالاً إلى المكسيك نسبة 1.3 في المئة من الدخل القومي.
وفي شهادته أمام اللجنة، أكّد مدير معهد الدراسات المكسيكية كريس ويلسون على أن إدارة ترامب لا تستطيع تغيير الجغرافيا ولا التاريخ المُشترك بين الولاية والمكسيك.
وأردف ويلسون «لقد تأسست علاقات صناعية وتجارية مُشتركة بين الولايات المتحدة والمكسيك منذ زمن طويل، ويجب بذل مزيد من الجهد للحفاظ عليها».
وكان ترامب نشر تغريدة على حسابه على تويتر في يونيو 2015، جاء فيها «متى سنهزم المكسيك على الحدود؟ إنهم يسخرون من غبائنا، والآن يهزموننا اقتصادياً».
وكان نجل ترامب الأكبر امتدح ولاية تكساس واعتبرها السبب الرئيس في فوز والده بالانتخابات، وأكّد أن ترامب سيعمل من أجل مصلحة الولاية، ولكن سياساته أضرت بمصالح سكان تكساس، بحسب خبراء.
ويتخذ حاكم الولاية غريغ آبوت وأغلب قادة الحزب الجمهوري في تكساس موقفاً داعماً لسياسات ترامب تجاه المكسيك، في حين يرفض أغلب قيادات الولاية موقفه من التجارة مع المكسيك، وإصراره على تشييد الجدار الحدودي، ومن بينهم عضو الكونغرس الجمهوري تيد كروز الذي انتقد ترامب علناً.
وفي السياق ذاته، أشار مراقبون إلى عدم قبول سكان تكساس لفكرة تشييد الجدار الحدودي على الإطلاق، نظراً للتكامل الاقتصادي بين الولاية والمكسيك، واعتماد المزارع الأمريكية على العمالة الموسمية من المكسيك.
وتصاعدت مخاوف رجال الأعمال في تكساس منذ إصدار ترامب قراره التنفيذي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي، خشية تنفيذ تعهده بإلغاء اتفاقية نافتا، التي اعتبرها «أسوأ اتفاق تجاري في تاريخ البلاد».
وانتقد رجال الأعمال موقف حاكم الولاية لموافقته على فكرة الجدار الحدودي ولعدم تدخله عقب إعلان ترامب عن فرض ضريبة على الواردات المكسيكية لتوفير تكاليف إنشاء الجدار الحدودي، ما يعني المُعاملة بالمثل من جانب المكسيك ورفع الضرائب على الصادرات الأمريكية.
ومن جهته، طالب مستشار حاكم تكساس الاقتصادي براين دانيال بالتريث قبل اتخاذ أي موقف حتى تتضح الرؤية، لأن تفاصيل مشروع الجدار الحدودي برُمته لا تزال ضبابية حتى الآن.