السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

دراسة تؤكد هطول مطر غزير على سطح المريخ منذ 4 ملايين عام

أثبتت دراسة حديثة هطول أمطار غزيرة على كوكب المريخ منذ ملايين السنين، وأنها أسهمت في تشكيل المعالم الجغرافية لسطح الكوكب على النحو الذي نعرفه الآن. ووفقاً لموقع سبيس، وضع فريق بحثي مُشترك من جامعات أمريكية عدة نموذجاً لمُعدل هطول المطر على سطح المريخ منذ نحو 4.5 مليون عاماً، مع وضع حالة الغلاف الجوي في تلك الحقبة في الاعتبار. وأكّدت الدراسة على أن كثافة الأمطار التي كانت تهطل على سطح الكوكب الأحمر كانت تتجاوز حجم الأمطار التي على سطح الأرض في الحقبة الزمنية نفسها، بحسب الأكاديمي والمُشارك في الدراسة روبرت كرادك. «اعتمدنا على قواعد الفيزياء الأساسية لفهم العلاقة بين الغلاف الجوي وحجم قطرات المطر وكثافة هطول الأمطار، وتوصلنا إلى أن كثافة الأمطار أحدث تغيرات جوهرية في سطح المريخ، قبل المرحلة الضبابية المُبكرة التي سادت الكوكب»، هكّذا أشار الباحث المُشارك في الدراسة رالف لورنز إلى النتائج التي توصلوا إليها. وأردف لورنز «لقد درسنا مواقع هبوط المركبات الفضائية على سطح المريخ، إضافة إلى شبكة الوديان والفجوات، وتأكدنا من أن كثافة المطر أسهمت في صُنع بحيرات ومحيط ضخم غمرته المياه شمالي الكوكب». واعتمد الباحثون على معايير قياس التآكل نتيجة تأثير المطر في الأرض، في تقدير كمية المطر وحجم قطراته وحساب تأثيرها سطح المريخ، إضافة إلى نتائج دراسة هطول أمطار الميثان على القمر تيتان الذي يدور في فلك كوكب زُحل. وأثبتت الدراسة أن ضغط الغلاف الجوي في المريخ ارتفع بعد تلك الحقبة، وأصبح يساوي أربعة أضعاف الضغط الجوي على الأرض في الوقت الراهن، ما أدى إلى صغر حجم قطرات المطر، ومنع اختراقها للتربة، ما أدى بدوره إلى عمليات نحر قوية لسطح المريخ. وأسهمت كثافة الغلاف الجوي وزيادة الضغط على سطح المريخ في تغيير نمط سقوط المطر بمرور الزمن، ما أدى إلى تقلص حجم قطرات المطر من 7.3 ملليمتر إلى ثلاثة ميللمترات فقط، وتحولت في النهاية إلى ذرات من الضباب، بحسب الدراسة. ومن جهته، أكّد كرادك على أن نتائج هذه الدراسة غير مسبوقة، وأنها توصلت إلى رؤية شديدة التماسك والحسم بشأن تاريخ المطر وتغير المناخ على سطح الكوكب الأحمر.