السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ارتباط إيجابي بين تحركات سعر النفط وحركة مؤشر سوق أبوظبي

ارتباط إيجابي بين تحركات سعر النفط وحركة مؤشر سوق أبوظبي

New Picture (18)

تعدّ أسواق المال مرآة تعكس الواقع الاقتصادي، وهي الأكثر حساسية في التعامل معه، بل قد تسبقه أحياناً أو تنبئ بمستقبله القريب، ولعل تحركات مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية مع أسعار النفط خلال الفترة من 25 سبتمبر الماضي وحتى 25 أكتوبر الجاري تجسد ذلك.

حيث تحتل الإمارات المركز السابع عالمياً في ترتيب الدول المنتجة للنفط سواء في منظمة أوبك أو خارجها، بمعدل إنتاج يومي تجاوز ثلاثة ملايين برميل يومياً في سبتمبر الماضي، وهناك اتجاه لزيادة مستويات الإنتاج إلى 3.5 مليون برميل يومياً خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبل وفقاً لتصريحات وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي.

واتجهت أبوظبي لتنويع مصادر الدخل الاقتصادي عقب كبوة النفط التي بدأت في عام 2014 والتي كانت تمثل ثلثي الناتج الإجمالي في ذات الوقت لتنخفض نسبة مساهمته في عائدات الإمارات إلى نحو 35 في المئة عام 2017 وزادت بنسبة أكثر من أربعة في المئة تقريباً خلال النصف الأول من العام الجاري لتصل إلى 40 في المئة.


يذكر أن النفط شهد تراجعاً حاداً منذ منتصف عام 2014 وبلغت ذروة تراجعه في يناير 2016 بعدما اقترب سعر برميل النفط من مستوى 20 دولاراً.


وتستحوذ أبوظبي على نحو 96 في المئة من احتياطيات الإمارات من النفط الذي تنتجه من خلال شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» صاحبة المركز 12 بين أكبر الشركات المنتجة للنفط في العالم، بحجم إنتاج ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً، وتسعى للوصول إلى 3.5 مليون برميل، وكذلك تنتج نحو 9.8 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً.

وتأكيداً لواقع الارتباط بين أسعار النفط الذي يمثل عامل الارتكاز في اقتصاد الإمارة وبين مؤشر سوقها المالي، فقد شهدت تحركات المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية تحركات متلازمة مع تحركات أسعار النفط خلال الفترة من 25 سبتمبر وحتى 25 أكتوبر، حيث كانت المحصلة صفرية تقريباً لمكاسب النفط، وكذلك مؤشر سوق أبوظبي.

واستطاع الاثنان بلوغ أعلى قمة في أربع سنوات، أي أعلى مستوى سعري للنفط وأعلى مستوى نقاط لمؤشر السوق خلال الفترة المشار إليها، حيث بلغ سعر النفط خلال سبتمبر الماضي مستويات سعرية اقتربت من 87 دولاراً للبرميل لخام برنت، وهي الأعلى له منذ سبتمبر 2014، وكذلك بلغ مؤشر سوق أبوظبي مستويات أعلى 5000 نقطة، وهي مستويات لم يصل إليها منذ سبتمبر 2014.

ومع انطلاقة أسعار النفط وملامسته لمستوى 80 دولاراً للبرميل في الـ 24 من سبتمبر الماضي تفاعل مؤشر سوق العاصمة إيجاباً مع تلك المستويات من أسعار النفط ليبدأ تحركاته الإيجابية في نفس التوقيت.

وحافظ مؤشر السوق على الاتجاه الإيجابي خلال الفترة من 25 سبتمبر حتى تجاوز مستوى خمسة آلاف نقطة في الرابع من أكتوبر وصولاً لأعلى مستوى وهو 5029 نقطة في العاشر من نفس الشهر، متزامناً مع وصول سعر خام برنت لأعلى مستوى سعري خلال الشهر الأخير عند 86.74 دولاراً للبرميل في 3 أكتوبر.

واتجه مؤشر سوق العاصمة للتراجع مع هدوء أسعار النفط دون مستوى 80 دولاراً للبرميل في 11 أكتوبر، ليغلق في ذات اليوم دون مستوى خمسة آلاف نقطة، مواصلاً تراجعه حتى تلاشت جميع المكاسب التي حققها خلال الشهر، ليغلق في نهاية تعاملات الخميس 25 أكتوبر عند مستوى 4882 نقطة بمحصلة صفرية، وهي نفس الحصيلة التي حققتها أسعار النفط مع بلوغه مستويات 76 دولاراً للبرميل في تعاملات الخميس الماضي.

وعلى صعيد مؤشر قطاع الطاقة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، هبط خلال الفترة الممتدة من 25 سبتمبر وحتى 25 أكتوبر بنسبة اثنين في المئة تقريباً، ليغلق نهاية الخميس الماضي عند مستوى 1839 نقطة تقريباً مقابل 1879 نقطة في 25 سبتمبر الماضي، مع تراجع سهم أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» من مستوى 1.16 درهم للسهم في 25 سبتمبر الماضي إلى مستوى 1.12 درهم في تعاملات الخميس الماضي، حيث تمثل الطاقة الإنتاجية للشركة نحو 120 ألف برميل نفط يومياً، وفقاً للبيانات المعلنة عن النصف المالي الأول من العام الجاري.

وكذلك هبط سهم أدنوك للتوزيع بنسبة ثمانية في المئة تقريباً ليصل إلى مستوى 2.19 درهم للسهم مقابل 2.39 درهم للسهم في سبتمبر الماضي ليكون أكبر أسهم القطاع خسارة خلال الشهر.

بينما حافظ سهم دانة غاز والذي يندرج تحت أسهم قطاع الطاقة بسوق أبوظبي على مستواه السعري ليغلق عند 1.15 درهم للسهم مقابل 1.14 درهم للسهم في 25 سبتمبر الماضي.