السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

العقوبات الأمريكية ترفع أسعار «الذهب الأحمر» الإيراني في السوق المحلي 15%

العقوبات الأمريكية ترفع أسعار «الذهب الأحمر» الإيراني في السوق المحلي 15%
توقع تجار وأصحاب محال في أسواق شعبية في منطقتي الراس والشندغة في دبي ارتفاع أسعار المنتجات الإيرانية، وعلى رأسها الزعفران الذي يعرف باسم «الذهب الأحمر»، بنسبة تفوق الـ 15 في المئة خلال الفترة المقبلة مقارنة مع الأسعار الحالية.

وأرجع التجار الارتفاع المتوقع لأسعار الزعفران إلى العقوبات الأمريكية على إيران التي دخلت حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري، وتشمل القطاعات الاقتصادية والمالية والصناعية.

وأبدى التجار مخاوفهم من الهبوط المتوقع في سعر صرف العملة الإيرانية مقابل الدولار، ما يعني زيادة تكاليف استيراد المنتجات الإيرانية على التجار المحليين، لا سيما أن الزعفران الإيراني يعتبر أغلى وأجود الأنواع على مستوى العالم.


وتفوق أسعار الزعفران أسعار المعادن النفيسة، حيث يصل سعر الغرام من الأنواع الجيدة إلى نحو 65 دولاراً.


وتنتج إيران نحو 250 طناً سنوياً من الزعفران، مستحوذة بذلك على نسبة 90 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي، ما يجعل صادرات الزعفران الإيراني مصدراً مهماً للعملة الصعبة.

وأظهرت جولة ميدانية لـ «الرؤية» على أسواق دبي الشعبية تبايناً كبيراً في أسعار الزعفران بين المحال، تتراوح بين 15 إلى 50 درهماً للغرام الواحد رغم أن المصدر واحد.

وتوقع صاحب محل «هابي نايت» للتجارة العامة، أن ترتفع أسعار الزعفران بنسبة تفوق الـ 15 في المئة خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعد تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران.

وحذر من أن بعض التجار يغشون الزعفران باستخدام مواد صناعية ضارة بالصحة، داعياً المشترين لا سيما السياح إلى الحذر أثناء شرائه.

وأوضح أن هناك طريقتين لمعرفة الزعفران المغشوش الأولى عبر وضع أعواد الزعفران على منديل مبلل بالماء والانتظار دقائق معدودة، حيث يحافظ الزعفران الأصلي على لونه الأحمر دون الاختلاط بالماء، فيما يفقد الزعفران المغشوش لونه الأحمر ويصبح أبيض أو أصفر بمجرد وضعه على المنديل المبلل.

وأضاف أن الطريقة الثانية تتمثل في وضع أعواد الزعفران في كوب من الماء، حيث يترسب الزعفران المغشوش في قاع الكوب، فيما يطفو الأصلي على السطح.

من جهته، رجح مسؤول مبيعات في محل «كينج سبايس» للتجارة العامة، أن تتأثر الأسعار بسعر صرف العملة الإيرانية مقابل الدولار، مشيراً إلى أن أسعار الزعفران تأرجحت بين الهبوط والصعود العام الجاري حسب الأوضاع الاقتصادية في البلد المصدر.

وأوضح أن الهند قد تكون المصدر البديل لاستيراد الزعفران، رغم انخفاض جودة الزعفران الهندي مقارنة مع الزعفران الإيراني.

وأشار إلى أن عشاق الزعفران ينتمون إلى جنسيات متعددة، إلا أن الصينيين هم الأكثر إقبالاً على الشراء، لكونه عنصراً أساسياً في الكثير من أطباق المطبخ الصيني، يليهم المواطنون والعمانيون لمنافعه الصحية ودخوله في العديد من الأصناف في المطبخ الشعبي المحلي، بالإضافة إلى بعض السائحين الأوروبيين الذين يدخل الزعفران في ثقافتهم، حيث يستخدم في إعداد أطباق حفلات الزفاف ورأس السنة.

بدوره، أكد التاجر شيروخان ، أن تجارة الزعفران تدار من قبل شركات كبرى في إيران نظراً لعائداته الاقتصادية الكبيرة، لا سيما أن إيران أكبر مصدر للزعفران على مستوى العالم.

وأوضح أن السوق المحلي من أكبر المستوردين والمستهلكين للزعفران، مشيراً إلى أن دبي تعتبر مركزاً لإعادة تصدير المنتجات إلى دول عديدة، ما يعني أن أي ارتفاع للأسعار سيؤثر سلباً في حجم المبيعات محلياً.

وتضم الأسواق ثلاثة أنواع من الزعفران تتفاوت في الأسعار حسب جودتها، أفضلها «السوبر ناغين» ويتراوح سعر الغرام منه بين 40 إلى 50 درهماً، فيما يباع في محال أخرى بـ 20 درهماً، يليه «ناغين» والذي يعتبر ذا جودة متوسطة ويباع بسعر يتراوح بين 20 إلى 15 درهماً للغرام الواحد، فيما يعتبر «أبو شالة» أرخص أنواع الزعفران ويباع بسعر أقل.

وبحسب أحدث التقارير بلغ حجم استيراد الإمارات من التوابل والبهارات بما فيها الزعفران منذ مطلع عام 2016 وحتى نهاية العام الماضي نحو 291 مليون كيلو غرام.