الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

ماراثون جوي لانتزاع لقب أطول رحلة طيران في العالم

ماراثون جوي لانتزاع لقب أطول رحلة طيران في العالم
تعتزم شركة طيران «كانتاس» الأسترالية تسيير رحلة طيران مباشرة من سيدني إلى لندن تقطع مسافة 17 ألف كيلومتر بلا توقف بعد أن تسلمت الشركة أولى طائراتها طويلة المدى من طراز «بوينغ 787 دريملاينر».

وستنتزع رحلة كونتاس لقب أطول رحلة في العالم من الخطوط السنغافورية التي حازت لقب الناقلة صاحبة أطول رحلة طيران في العالم، عندما قامت في الأول من أكتوبر الماضي بتسيير رحلة بين سنغافورة ونيويورك مدتها 17 ساعة وقطعت مسافة 15300 كيلومتر.

حتى وقت قريب كان لقب أطول رحلة طيران في العالم من نصيب شركة طيران الإمارات التي سيّرت في مارس 2016 رحلة دون توقف من دبي إلى أوكلاند، وقطعت مسافة 14200 كيلومتر في نحو 16 ساعة و35 دقيقة باستخدام «إيرباص إيه 380».


ويشهد هذا النوع من الرحلات نشاطاً ملموساً منذ نحو عشرة أعوام، ففي عام 2005 أطلقت الخطوط التايلاندية رحلة مباشرة من بانكوك إلى لوس أنجلوس، وفي العام ذاته بدأت أمريكان إيرلاينز رحلة دون توقف من سنغافورة إلى كل من نيويورك ولوس أنجلوس.


ولكن ارتفاع أسعار الوقود بين عامي 2009 و2010، والذي تزامن مع الأزمة المالية العالمية، أدى إلى تراجع إقبال المسافرين على هذا النوع من الرحلات نظراً لتكاليفها الباهظة، ثم توقف هذا النوع من الرحلات في عام 2013 نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.

وتحتاج الطائرات التي تقوم بهذه الرحلات إلى محركات رباعية تستهلك الكثير من الوقود الذي يمثل 50 في المئة في المتوسط من تكاليف شركات الطيران.

ولكن الانخفاض الحاد في أسعار النفط والتقنيات الجديدة المستخدمة في تصنيع الطائرات شجعا الناقلات الجوية على توسيع خططها للرحلات طويلة المدى.

ومكنت التطورات التكنولوجية في صناعة الطائرات والأفكار الإبداعية الخلاقة لشركات الطيران من إشعال المنافسة بين كبرى الناقلات العالمية من أجل توفير خيارات سفر مريحة بأسعار معقولة.

تتنافس شركتا «بوينغ» و«إيرباص» على تطوير تصميمات قادرة على الطيران لمسافات أطول دون توقف مثل «إيرباص 350-900 ULR» و«بوينغ 777-8» اللتين ستدخلان الخدمة خلال خمسة أعوام، وتم تزويد الأخيرة بأجنحة أطول قابلة للطي لتعزيز أدائها، ويتم طي الأجنحة لدى الهبوط لتناسب مدرجات المطارات.

ويحرص المنتجون على تطوير تقنيات جديدة تحد من استهلاك الطائرات للوقود خلال الرحلة، وزيادة وسائل الراحة في الطائرات الجديدة لتتناسب مع مشقة الرحلات الطويلة دون توقف.

وعلى سبيل المثال تم استخدام ألياف الكربون المدمجة في تصنيع المقصورات مما يحد من الجفاف داخل المقصورة، وسيتم استخدام تقنيات جديدة لرفع مستوى الضغط داخل المقصورة للحد من معاناة الركاب الذين يصابون بالإعياء من انخفاض الضغط الداخلي للطائرة.

وعلى الرغم من هذه التقنيات يظل السفر المتواصل لفترة طويلة يمثل مشقة كبيرة على الراكب، لذلك يُتوقع أن يقتصر الإقبال على الرحلات الطويلة المباشرة على القادرين على تكبد نفقات درجات الطيران المتميزة التي توفر مستوى أكبر من الراحة.

وهناك مخاوف تتعلق بتأثير الطيران لفترة طويلة على طاقم الطائرة خصوصاً الطيارين الذين قد يتعرضون لبعض أعراض الإعياء، ولكن الخبراء أوضحوا أن الرحلات الطويلة المباشرة لها قواعد خاصة تتعلق بعدد الطيارين وعدد ساعات العمل والراحة وغيرها من القواعد المنظمة للرحلة.

من المتوقع أن تشهد الرحلات الطويلة زيادة كبيرة في الأعوام القليلة المقبلة، ولكن نجاحها يتوقف على مدى قوة الطلب. ويتوقع فريق من الخبراء إقبالاً قوياً على هذا النوع من الرحلات لتقصير زمن الوصول إلى وجهاتهم.

ويختلف خبراء الطيران فيما بينهم على تعريف مدلول أطول رحلة طيران، مشيرين إلى أن رحلات الطيران لا تسير في خطوط مستقيمة وإنما تعدّل مسارها لتفادي الرياح وتجنب مناطق الصراعات العسكرية، ما يؤدي إلى تغييرات جوهرية في احتساب المسافة بين مطار الإقلاع ومطار الوصول.