السبت - 27 يوليو 2024
السبت - 27 يوليو 2024

اندماج دويتشه وكومرز ينذر بمستقبل قائم للبنوك الأوروبية

اندماج دويتشه وكومرز ينذر بمستقبل قائم للبنوك الأوروبية

تعكس صفقة الاندماج العملاقة المقترحة بين بنكي دويتشه بنك وكومرز بنك المستقبل القاتم الذي ينتظر البنوك الأوروبية ويدشن بداية مرحلة طويلة ومؤلمة للقطاع المصرفي الأوروبي.

ويقول مديرو المال حول العالم إن البنوك الأوروبية ما زال أمامها طريق شاق وطويل للتعافي حتى بعد مرور أكثر من عقد كامل على الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

ويقول نائب الرئيس في شركة بلاك روك فيليب هليديبراند إن هذه العملية ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير نموذج عمل والطريقة التي تعمل بها البنوك الأوروبية.



ويؤكد فيليب أن استمرار تدهور المؤسسات المصرفية الأوروبية والتي يأتي بعضها ضمن الأكبر عالمياً لا يحمل نذير شؤم لحملة الأسهم والسندات فقط، وإنما للقارة الأوروبية ذاتها التي تعتمد بشدة على القطاع المصرفي في تمويل النشاط الاقتصادي.


وتشير البيانات المصرفية إلى أن الشركات الأوروبية تعتمد على البنوك للحصول على نحو ثلاثة أرباع التمويل الذي تحتاجه إليه بعكس الشركات الأمريكية التي تعتمد على أسواق المال لبيع الأسهم والسندات للحصول على الجانب الأكبر من التمويل الذي تحتاج إليه.

ويقول خبراء مصرفيون إن الزخم الذي تكتسبه صفقة الاندماج بين دويتشه بنك وكومرز بنك تأتي في الواقع من بعض أجنحة الحكومة الألمانية التي ترغب في بطل مصرفي قومي يسرع معدل النمو الاقتصاد الألماني.

ورغم الدعم الحكومي للصفقة إلا أنه لن يكون سهلاً فكلا البنكين يعانيان من حزمة من المشكلات المختلفة، وحتى وإن استطاعا التغلب على مشكلة التسريح الضخم المتوقع للعمالة نتيجة الاندماج فليس هناك ما يضمن أن يكون الكيان المصرفي الجديد الناتج عن عملية الاندماج قوياً بما فيه الكفاية.

ويرى الخبراء أن عملية التباطؤ الاقتصادي في كافة أنحاء أوروبا وليس في ألمانيا فقط، تعني أن الوقت قد بدأ ينفد أمام البنوك الأوربية للتعافي من جروحها قبل أن تضرب موجة الركود التالية حدود القارة الأوروبية.