وتؤكد المعينا أن رائد الأعمال المثابر الذي يملك إصراراً وعزيمة على المضي قدماً حتى خط النهاية لا بد أن يتعرض لهذه الجوانب غير المشرقة.
وتقول المعينا إن كل كلمات التحذير والنصيحة غير قادرة على ردع رائد الأعمال الحقيقي عن شغفه أو ردعه عن المضي قدماً في الرحلة التي يعتزم القيام بها، وهذا ما حدث معها شخصياً عندما شرعت في تنفيذ واحد من أكبر أحلامها قبل ثلاث سنوات.
وتحدثت المعينا في مقال سابق نشرته بعنوان «الثنائية القطبية لرحلة ريادة الأعمال» عن القمم والقيعان الانفعالية التي تصاحب بدء المشاريع الخاصة، وتناولت فيه على عجالة الخبرات الرئيسة التي يمر بها الفرد في هذه المرحلة المبدئية، والانفعالات التي يجب عليه أن يتوقعها عند بدء مشروعه الخاص.
وتتناول المعينا بمزيد من التفصيل التجارب التي تواجه رائد الأعمال هذه الرحلة المتعلقة الجانب المظلم لاستدامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهو موضوع لا يتحدث عنه الكثيرون علانية لأنه يتناول جوانب ليست مشرقة من رحلة ريادة الأعمال.
وتقدم سلسلة من النصائح للتغلب على المشكلات التي تواجه أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ممن اختاروا أن يبدؤوا مشاريعهم من الصفر، ويقاتلوا بأظافرهم وأسنانهم من أجل أن يبصروا ميلاد المشروعات التي حلموا بها، ولا سيما رواد الأعمال العصاميين الذين تخلوا عن الراحة والأمان من أجل أن يسيروا وراء أحلامهم مهما كانت التضحيات التي عليهم أن يقدموها.
وفيما يلي قائمة باهم الصعوبات التي تقدمها المعينا من واقع تجربتها وطرق التغلب عليها.
القلق عنوان الحياة اليومية
المطلوب منك إنجاز العديد من المهام في ساحات لم تعتد عليها وخوض غمار الصراع في حلبات قد تكون مفزعة، وهذا كله يحدث بالتوازي مع سعيك لتحقيق النمو وامتصاص معركة الرفض المتكرر، فليس أمام رائد الأعمال رفاهية أن يقول أريد مزيجاً من الوقت، وهذا يلقي به في براثن الغموض بصورة متكررة.
ونصيحتي في هذا المجال هي ضرورة التسلح بأدوات الرعاية الذاتية التي تضمن خفض التوتر والقلق، وقد أثبتت التمارين الرياضية وخلوات الاسترخاء وتكتيكات تنظيم التنفس فاعلية كبيرة في هذا المضمار، وما عليك إلا أن تختار ما يناسبك والمواظبة عليه.
التمسك بالمبادئ
اختبارات قاسية سيتعين علي رائد الأعمال مواجهتها، أقلها القيود المالية وضغوط حتمية الفوز وهو يشق طريقه لنقل مشروعه الصغير أو المتوسط إلى المستوى التالي. وقد تعترض طريقه اقتراحات غير أخلاقية لإنجاز الصفقات من تحت الطاولة حتى يبقى مشروعه على قيد الحياة.
ونصيحتي هي أن تلتزم بمبادئك حتى ولو قادك ذلك إلى الاصطدام بصعوبات، فراحة الضمير واحترام الذات في نهاية طريق طويل أهم بكثير من الاستسلام للإغراءات.الرفض يحفّز النمو
عندما تتعرض للرفض المتكرر فمن السهل أن تتداعى معنوياتك، وهذا في الواقع نوع من الخوف الفطري وأغلب رواد الأعمال يتعرضون له. وأنا دائماً أبلغ من حولي دأئما بأن الرفض جزء من النمو، ولكنه يكون صعباً عندما تقوم بعمل وتعتقد أن النتيجة ستكون إيجابية ويحدث العكس.
ونصيحتي هي أنه بدون رفض لن يكون هناك نمو، وعليك أن تدرك أن السلع أو الخدمة التي تقدمها قد لا تروق للجميع، والرفض هنا يتيح لك الفرصة لمراجعة طرقك من أجل تحسين ما تعرضه ولا يجب عليك أن تأخذ الأمر بصورة شخصية.
ستفقد أصدقاءك
هناك قلة من الأصدقاء سيشجعونك على أن تخوض غمار تحقيق أحلامك، وعدد قليل منهم سيثبتون على موقفهم طوال الوقت، وبعضهم قد لا يفهم ببساطة ما تقوم به، والخلاصة كن مستعداً لفقدان بعض الأصدقاء.
ونصيحتي هي أن الأصدقاء الحقيقيين يدومون إلى الأبد، ويمكنك أن تجني مزيداً من الصداقات في الطريق وتصادق أشخاصاً لهم عقليتك نفسها أو يمرون بالتجارب ذاتها التي تمر بها، ولكن عليك في المقابل أن تكون حريصاً على ألا تغضب أصدقاءك قدر الإمكان.
ومهما كان الطريق الذي تسير فيه الآن أو تعتزم السير فيه في المستقبل فأنك ستجني ثمار تجاربك الشخصية التي ستحرمك من النوم.استثناءات في الالتزام بالخطة
بدأت في حالتي بخطة مثالية اعتقدت أنها ستقودني في نهاية الأمر إلى بر الأمان، ولكن رياح التغييرات هبت بصورة متكررة، وتعثرت بعض جوانب الخطة بصرف النظر عن اعتقادي بمدى صحتها.
ونصيحتي لك هي ألا تجلد نفسك على عدم الالتزام بالخطة ومواعيد تنفيذها، فرغم أن ذلك قد يثبط همتك ولكن شيئاً من المرونة قد يكون مطلوباً من أجل أن تعثر على طريقك. وعليك أن ترصد الإيجابيات المحتملة التي يمكن أن تجلبها التغييرات وأن تبطئ وتيرة خطواتك، وتتأمل ما يحدث لك ومن حولك حتى يمكنك التعامل مع التحديات بفاعلية.النضج ينتظرك في نهاية الطريق
امتلاك مشروع يعني تحمل المسؤولية وتكريس طاقتك البدنية والذهنية، وهذا سيجلب الكثير من التغييرات على شخصيتك ويجعلك تتصرف وتفكر بطريقة مختلفة عما اعتدت عليه في الماضي.
ونصيحتي هي أنه كلما تعددت وتنوعت التجارب التي تتعرض لها، سمحت لك بأن تكبر وتنمو وتنضج بفضل الخبرات والمعارف التي تضيفها هذه التحديات لشخصيتك وتجعلك متفهماً وحساساً تجاه من حولك وهو شيء إيجابي.
توثيق الاتفاقات
على الرغم من أن الكثير من الشركات تلتزم بشروط الدفع وتبذل قصارى جهدها من أجل أن تحافظ على اتفاقاتها المبدئية، فإن هناك قلة يتعين عليك أن تجيد فنون المطاردة من أجل أن تجبرهم على الدفع.
والشركات الصغيرة والمتوسطة لا تملك رفاهية أن تكون انتقائية عند اختيار عملائها، وقد يتعين عليها في بعض الأحيان أن تقدم سلعها وخدماتها حتى قبل أن تتوصل إلى اتفاق مكتوب من أجل أن تبني علاقات عمل طويلة المدى، وفي كثير من الأحيان تقع الشركات الصغيرة والمتوسطة في براثن أشخاص لا يحترمون كلمتهم المبدئية. ونصيحتي هي ضرورة توثيق أي اتفاق حتى عندما لا يكون أمر التعاقد قد صدر بصورة رسمية لاعتبارات ضيق الوقت، ويتعين متابعة الاتفاق الشفهي برسالة بريد إلكتروني عندما يتعلق الأمر بالمطالبة بمستحقات متأخرة.
لا مفر من الاستدانة
عندما لا تتوافر لديك سيولة نقدية كافية عليك التوجه إلى مصدر خارجي لتمويل أنشطتك، ومن المؤلم أن تشعر بأنك تعتمد على شخص آخر من أجل مساعدتك، ولكن هذا هو حال الأمور في بعض الأحيان.
ونصيحتي لك قبل أن تبحث عن مصدر خارجي للتمويل هي أن تنظر أولا إلى الأصول التي تملكها، والتي يمكن تسييلها بسهولة وبدون خسائر كبيرة، وعليك دائماً أن تملك حطة بديلة، وعندما تقترض ابحث عن مصادر يمكنك أن تثق بها ولا تلتزم بموعد للرد إلا الموعد الذي تستطيع أن تلتزم فيه بالرد.