السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

79% من إنتاج الطاقة ذاتي وفواتير الكهرباء «صفر» في «المدينة المستدامة»

مشعل العباس ـ دبي

تُعتبر «المدينة المستدامة» في دبي أول مجتمع مستدام متكامل في منطقة الشرق الأوسط، وتتبنى العناصر الرئيسة الثلاثة للاستدامة التي تشمل الجوانب الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، وتمتد على مساحة تزيد على أكثر من خمسة ملايين قدم مربعة بمنطقة دبي لاند على بعد أقل من 25 كيلومتراً من مركز مدينة دبي.

«الرؤية» نفذت جولة ميدانية في المدينة واطلعت على كل جوانب الحياة والخدمات في المدينة التي تنطلق من مجموعة من المبادرات لضمان الحفاظ على الموارد وتوفير المال، بما في ذلك تصميم المنازل لضمان كفاءة استهلاك الطاقة واستخدام مواد البناء الصديقة للبيئة.


وصممت جوانب المشروع كافة ليستفيد السكان منها اقتصادياً، بدءاً من تطبيق برنامج للمشاركة في العائدات لتغطية رسوم الخدمات بالكامل، لكونها أول مدينة تنتج احتياجاتها من الطاقة من مصادر نظيفة، وتعفي قاطنيها من رسوم الصيانة.


تمنع المدينة المستدامة دخول السيارات إلى المناطق السكنية، إذ يجب على صاحب السيارة ركنها في واحدة من المناطق الست المخصصة للمواقف، فيما يستخدم السكان العربات الكهربائية المجانية المخصصة للسكان من أجل التنقل داخل المدينة.

وتحتوي المدينة على مدرسة مستدامة تستقبل الطلبة من مختلف المراحل الدراسية، وتعمل على تشجيع غرس مفاهيم الاستدامة في مناهجها، كما أنها تعتمد على الألواح الشمسية في توليد احتياجاتها من الطاقة، وعند الساعة الثالثة يغادر جميع الطلاب المدرسة ويمكن للطلبة القاطنين في المدينة المستدامة الوصول إلى منازلهم بسهولة سيراً على الأقدام أو عبر استخدام السيارات الكهربائية.

وخصصت المدينة مساحة «كمحمية للحيوانات» تضم أنواعاً مختلفة من الحيوانات والطيور وأيضاً مركزاً للخيول، بحيث يتمكن السكان من ممارسة هواية ركوب الخيل. وتعتمد المدينة على إعادة تدوير المياه بعد فصل المياه الرمادية والسوداء ثم إعادة استخدامها لعمليات ري المساحات الخضراء والمناطق الزراعية.

ويلاحظ في المدينة انتشار أشجار النخيل التي تنتج 60 طن تمور سنوياً، فيما يتم توزيع نصف المحصول بشكل مجاني على السكان، ويباع الجزء المتبقي خارج المدينة.

تضم المدينة 11 قبة تستخدم للزراعة موزعة كفقرات العمود الفقري في المدينة، كما توجد ست مناطق تضم مساحات زراعية مخصصة للسكان لزراعة محاصيلهم الخاصة، وتنتج القبب الخضراء أكثر من 39 نوعاً من النباتات والخضراوات.

ويوجد داخل كل قبة نظام للتبريد بحيث إذا ارتفعت الحرارة عن 20 درجة تعمل المراوح ومضخات المياه الباردة للسيطرة على درجة الحرارة، كما تم تخصيص واحدة من هذه القبب للبرامج التعليمية للطلاب.

وتقوم المدينة بتوليد 79 في المئة من احتياجاتها من الطاقة عبر استخدام تقنية الألواح الشمسية، ويولد كل منزل أغلبية احتياجاته من الطاقة عبر الألواح الشمسية الموجودة على السطح، لتنخفض فاتورة الكهرباء في بعض الوحدات السكنية لتصل إلى الصفر.

يشار إلى أن سبعة في المئة من سكان المدينة لديهم سيارات كهربائية يتم شحنها في المواقف المخصصة لركن السيارات، علماً بأن المناطق الست للمواقف لديها أسطح مغطاة بألواح لتوليد الطاقة الشمسية. وتستخدم الطاقة المولدة من المواقف في إنارة طرق المدينة وشحن السيارات الكهربائية وتوفير الطاقة للمولدات داخل القبب المخصصة للزراعة بالإضافة إلى أي احتياجات أخرى خارج المنازل.توفر المدينة تقنية «الأوزون المائي» كحلّ فعال للتنظيف والتبييض المنزلي، ويتوفر هذا المنتج مجاناً لسكان المدينة للاستغناء تماماً عن مواد التنظيف الكيميائية.

ويعتبر الأوزون المائي محلولاً طبيعياً للتنظيف، يمتاز بقوته الهائلة كما أنه صديق للبيئة بنسبة 100 في المئة، وهو أكثر أماناً من مواد التنظيف الكيميائية التقليدية. وتنتشر محطات تعبئة مياه الأوزون في المدينة، حيث يمكن للسكان إعادة تعبئة الزجاجات البخاخة بسائل «الأوزون المائي» عند الحاجة إليه بالمجان.