السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

بوغاتي .. كيف بدأت قصة سيارة الأثرياء التي تُصنع يدوياً؟

تُعد سيارات بوغاتي الفرنسية الأسرع والأغلى ثمناً في العالم ولا تزال هذه الشركة وفية لشعارها إنتاج سيارات بالغة الفخامة تُجمع باليد في مصنعها في شرق فرنسا مع نيتها توسيع قاعدة زبائنها.

في مولسايم غرب ستراسبورغ تستقبل القلة القليلة التي يمكنها أن تشتري هذه السيارة الرياضية البالغ سعرها 2,5 مليون يورو (من دون الرسوم) كحد أدنى، في القصر الذي اشتراه إيتوري بوغاتي قبل قرن. ولا يعكر هدوء المكان سوى هدير المحرك البالغة قوته 1500 حصان، أي ضعف قوة سيارة بورشه أو فيراري على الأقل.

ويقول رئيس مجلس إدارة الشركة ستيفان وينكلمان بفخر «لا تكون بوغاتي إن كانت قابلة للمقارنة بسيارات أخرى» مستعيداً بذلك تصريحاً شهيراً لمؤسس هذه الماركة التي فتحت أبوابها أمام الصحافيين في الذكرى العاشرة بعد المئة على تأسيسها.




البداية..

ولد إيتوري بوغاتي في إيطاليا وبدأ في سن الشباب بصنع سياراته الخاصة في مولسايم في 1909. وشهدت مرحلة ما بين الحربين ولادة سيارة «تيب 35» ملكة حلبات السباقات و«تيب 57 أس سي اتلانتيك» و «روايال».

إلا أن مقتل ابنه وخلفه المعلن جان في حادث سيارة 1939 واندلاع الحرب العالمية الثانية التي أرغمت إيتوري بوغاتي على الهرب إلى بوردو في جنوب غرب فرنسا، أسهما في تراجع هذه الماركة. وتمكن بوغاتي من استعادة مصنعه في مولسايم بعد الحرب لكنه توفي في 1947.

وتأخرت ولادة الماركة من جديد حتى التسعينات بدفع أولاً من مقاول إيطالي ومن ثم بفضل مجموعة «فولكسفاغن» التي اشترت عام 1998 ماركات «بنتلي» و«لامبورغيني» و«بوغاتي».

وقد حدد فرديناند بييش رئيس مجلس إدارة فولكسفاغن خريطة طريق محددة لمهندسيه تنص على تصميم سيارة تتمتع بسرعة سيارات سباقات فورمولا واحد تزيد قوة محركها على ألف حصان ويمكنها أن تصل إلى سرعة 400 كيلومتر في الساعة على أن تكون في الوقت نفسه أنيقة ومريحة في الحياة اليومية.



نموذج واحد

وتنتج «بوغاتي» حالياً نموذجاً واحداً في الوقت نفسه، فقد بدأت بنموذج «فيرون» الذي باعت منه 450 سيارة والآن «شيرون» التي من المقرر إنتاج 500 منها.

وداخل مصنع مولسايم الذي أصبح مقر الشركة مجدداً، يعمل 25 شخصاً بعناية على جمع قطع صنعت في دول أوروبية مختلفة.

وتحتاج عملية جمع سيارة بوغاتي إلى 8 أسابيع تقريباً على أن يجربها بعد ذلك سائقو سيارات سباقات من أمثال أندي والاس ويتم تفحصها طوال ست ساعات بواسطة ضوء خاص لرصد أي شائبة صغيرة في هيكلها.

ويشكل مقاولون أثرياء 80 في المئة من مالكي سيارات «بوغاتي» وهم نادراً ما يستخدمونها، حيث إن جميع السيارات المستخدمة راهناً لا تجتاز أكثر من ألفي كيلومتر في السنة فيما يكتفي البعض بعرضها في المرآب.

وعن مستقبل العلامة التجارية الفخمة، يقول رئيس مجلس إدارة الشركة ستيفان وينكلمان، «ستكون سيارة يمكن استخدامها يومياً» بحلول عام 2024. وسيبقى سعرها مرتفعاً جداً لكنه أقل من الأسعار الحالية ويحتمل أن تكون بأربعة مقاعد»، مضيفاً «من بين الخيارات التي أويدها سيارة كهربائية. لكن لم يتخذ أي قرار بعد».