الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أين سيأخذنا التطور في الثورة الصناعية الرابعة؟

أين سيأخذنا التطور في الثورة الصناعية الرابعة؟

تسمح لنا العلوم الحديثة والتطورات التقنية بإعادة بناء الماضي، وفهم كيف تطورت الحياة من كائنات بسيطة إلى كائنات معقدة. ومن الممكن أن تساعدنا على البحث في العلوم، من أصل الكون إلى الأعمال الداخلية للعقل البشري.

لكن هل يمكن لهذه التطورات أن تعطينا تصوراً لما هو آت؟ وهل بإمكان التقنيات الحديثة أن تخبرنا عن إمكانيات موارد الكواكب وما الذي يمكن عمله لتجنب الانهيار البيئي أو كيف يمكن أن يتطور المجتمع البشري؟

أسئلة طرحها تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي وحاول الإجابة عنها. يقول التقرير إن عالم الأحياء الجزيئية البريطاني الراحل سيدني برينر، الحائز جائزة نوبل في الطب، بحث في هذه الأسئلة وغيرها في سلسلة محاضرات استمرت عاماً كاملاً في 2017، أخذتنا في رحلة علمية دامت 14 مليار عام من خلال علم الكونيات والكيمياء والبيولوجيا وعلم الحفريات وعلم الآثار وعلم الإنسان وعلم الاجتماع .

ويستشهد التقرير بكتاب سيدني برينر بعنوان «10 X 10: سجلات التطور»، الذي يقدم لمحة عن المستقبل من خلال النظر في الأماكن التي يمكن أن يأخذنا إليها التطور.

ويضيف أنه في الثورة الصناعية الرابعة من المحتمل أن تتفوق الأدوات الجديدة لتحرير الجينات على التطور البيولوجي، ويشير إلى أن الناس يتساءلون دائماً إذا كان التطور يدفع باستمرار نحو الأمام، وهل سيكون هناك

تحسن دائم؟ويجيب بالنفي ويؤكد أن التطور هو تطور في الشكل والوظيفة ولكنه ليس هادفاً.

ويذهب التقرير إلى أننا في ظل الثورة الصناعية الرابعة نشهد الآن أكثر مراحل التطور ثورية، فباستخدام أدوات علوم الحياة الجديدة مثل تحرير الجينات، أصبحنا قادرين على إعادة تشكيل الجينومات وتغيير الشكل والوظائف البيولوجية .

لقد بدأ بالفعل البحث عن الكمال البشري من خلال تحرير الجينات، ففي نوفمبر 2018 ادعى العالم الصيني كيه جيانكوي أنه أنشأ أول أطفال جينات مُحررة في العالم. وفي يونيو 2019 أعلن العالم الروسي دينيس ريبيكوف عن خطط مماثلة لتعديل الحمض النووي للأجنة البشرية لمنح المناعة ضد فيروس نقص المناعة البشرية. تمثل هذه التطورات تحديات أخلاقية جديدة وأثارت أصواتاً من مختلف أنحاء العالم بوقف تحرير الجينات الوراثية .

وفي جانب آخر يحذر التقرير من أخطار التطور على البيئة، ويقول إن التوقعات تشير إلى أن المحيطات ستحتوي على البلاستيك أكثر من الأسماك بحلول عام 2050، مع تأثيرات لا حصر لها على الأسماك نفسها وعلى البشر الذين يتناولونها. وقد يمثل التوسع الحضري السريع نقطة تحوّل أخرى في التأثير على المناخ.

ويختتم بأن التكنولوجيا والعلوم والثقافة يجب أن تتطور معاً، وأن الحياة ستستمر في التغيير بطرق لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكننا التحكم فيها تماماً، ولكن خياراتنا كبشر هي التي ستوجه مصيرنا التطوري .