الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

بدائل «فيسبوك»

لم تعد الشبكات الاجتماعية كما كانت سابقاً، خاصة عندما يتعلق الأمر بخصوصية المستخدم وأمان بياناته. فقد واجهت «فيسبوك»، المنصة الأشهر والأكثر استخداماً، العديد من المشاكل الفادحة خلال العامين الماضيين وخاصة عندما انتشرت فضيحة «كامبريدج أنالاتيكا» التي تسرّبت من خلالها بيانات أكثر من 87 ألف مستخدم، وبعدها في 2018 تم الكشف أن عدداً من التطبيقات الأخرى تمكن من الوصول إلى بيانات 6.8 مليون مستخدم للمنصة، الأمر الذي أطلق حملة غضب ودعوات لحذف حسابات فيسبوك.ومع ذلك، تكتسب الشبكات الاجتماعية موقعاً مركزياً في الوقت الحالي في حياة الكثير من الناس، والتخلص منها ليس أمراً عملياً، خاصة فيسبوك التي تمتلك أيضاً واتساب وماسنجر وإنستغرام، ولذلك بدأ الكثيرون في البحث عن خدمات بديلة تضمن خصوصية بيانات المستخدمين وتطبق قواعد أكثر صرامة فيما يتعلق بتأمين بيانات المستخدم.

احترام الخصوصية

إن فيسبوك هو أصعب شبكة اجتماعية يمكن العثور لها على بديل، ولكن هناك بعض الخيارات المتاحة التي يأتي على رأسها شبكة MeWe التي تعمل بطريقة تشبه كثيراً طريقة فيسبوك، ولكنها مجتمع أكثر انغلاقاً، ويمكن استخدام هذا الموقع عبر التطبيق الخاص به، ويتميز بوجود سياسة جيدة للخصوصية ولكن مشكلته الأساسية حتى الآن أنه لا يمتلك قاعدة واسعة من المستخدمين، الأمر الذي لا يجعله موقعاً حياً يكفي للاستغناء عن استخدام فيسبوك تماماً.


والغريب أن هذا التطبيق لم يحصل على الشهرة التي يستحقها، خاصة أن تيم بارنز لي أحد الآباء المؤسسين لشبكة الإنترنت هو ضمن الهيئة الاستشارية الخاصة بالموقع. وتتميز واجهة استخدامه بالبساطة والابتكار، كما أنه يغطي جميع العناصر الأساسية التي يقدمها فيسبوك لمستخدميه، ويحرص بشكل كبير على خصوصية المستخدمين، وعلى الرغم من أنه يوفر الإعلانات أيضاً إلا أنها ليست إعلانات موجهة.


هناك أيضاً موقع Vero الذي قفز عدد مستخدميه في مارس 2018 من 150 ألف مستخدم إلى ثلاثة ملايين شخص على وقع مشكلة «كامبريدج أنالاتيكا» التي تأثرت بها فيسبوك. ويعمل هذا التطبيق على الموبايل فقط ويضم عدداً من الأدوات المتطورة للتعامل مع الصور التي تعتبر أكثر ما يجذب قاعدة المستخدمين الحالية، ورغم أن سياسة الخصوصية ليست في قوة بعض التطبيقات الأخرى، إلا أنه يمنح المستخدم القدرة على السيطرة بشكل كبير، وتخطط الشركة لجعل استخدام التطبيق مقابل اشتراك مالي من أجل التخلص من سطوة الإعلانات.

خدمة Diaspora هي واحدة من أقدم الخدمات المتوفرة البديلة لفيسبوك، كما أنها تتميز بوضيعة شديدة الخصوصية مقارنة بالمنافسين، فهي مبنية بالأساس على برمجيات مفتوحة المصدر ويمكن لأي شخص تشغيل الخادم الخاص بالخدمة، ويمكن للمستخدم اختيار أي نقطة يرغب في تخزين بياناته عليها وإنشاء حسابه. وبمجرد إنشاء الحساب يمكن للمستخدم التفاعل مع جميع المستخدمين الآخرين على الشبكة بغض النظر عن نقطة التسجيل الخاصة بهم. وتدعم تلك الشبكة عمليات النشر على شبكات أخرى بما في ذلك فيسبوك وتويتر، أما النقطة السلبية الرئيسية فتأتي من عدم المركزية التي يرتكز عليها النظام، الأمر الذي يجعل عملية التطوير بطيئة وغير منتظمة.

شبكة Mastodon هي واحدة من أنجح مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل باستخدام برمجيات المصدر المفتوح، وهي سهلة الاستخدام، كما تعنى كثيراً بمسألة الخصوصية والحرص على بيانات المستخدمين، ولكن المستخدم سيشعر أنه يستخدم «تويتر» أكثر من الإحساس بحالة «فيسبوك»، ولكنها في الوقت نفسه تقدم إمكانية مشاركة النصوص الأطول مع المزيد من التحكم في خيارات من يرى المشاركات. ويمكنك إضافة تحذير في حال نشر موضوعات حساسة، وبدلاً من إطلاق اسم المنشورات أو التغريدات على المشاركات فهي تطلق عليها اسم toots.

بدائل إنستغرام ويوتيوب

بالنسبة لشبكة إنستغرام فهي لا تقل في التحدي عن «فيسبوك»، ولكن إذا كنت تفكر في البحث عن بديل لتلك الشبكة فإن مشروع Textile الذي يعتمد برمجيات المصدر المفتوح هو أكثر البدائل الواعدة حتى الآن، وهو يعتمد اللامركزية في العمل أيضاً، فيقوم المستخدم بتحميل الصور ثم تحديد من يمكنه أن يشاهدها، مثلاً إذا كنت ترفع صوراً تتعلق بالأحداث الرياضية يمكن مشاركتها مع الأصدقاء أصحاب الاهتمامات المشتركة، أو إذا كنت ترفع صور أطفالك فيمكنك مشاركتها مع الأصدقاء المقربين والأسرة وهكذا. وهذا الأسلوب أفضل بكثير من مجرد جعل الصور خاصة أو عامة.

يمتلك Textile أيضاً خاصية استقدام جميع الصور من حسابك على فيسبوك، الأمر الذي يجعله خياراً آخر إذا كان النشاط الأساسي على فيسبوك هو مشاركة الصور.

شبكة PixelFeb هي الأخرى خيار ملائم حيث يمكن الانضمام إليه من خلال المراكز (يعمل بطريقة لا مركزية)، وأشهر هذه المراكز حالياً هو Pixelfed.social حيث يمكنك اختيار الطريقة التي ترغب بها في مشاركة الصور الخاصة بك وأيضاً من يمكنه متابعة حسابك. والمشكلة العملية حتى الآن أن تلك الشبكة تفتقد القاعدة الجماهيرية الواسعة، ولكن دعوة الأصدقاء للانضمام ليست مسألة معقدة ولا تحتاج أكثر من عدة نقرات بالماوس.

أما إذا كنت تفكر في البحث عن بديل لشبكة «يوتيوب» لمشاهدة مقاطع الفيديو، فهناك العديد من البدائل المتوفرة وربما يكون أشهرها «ديلي موشن» Dailymotion الذي يتميز بتصميم وآلية عمل تشبه ما يقدمه يوتيوب بشكل كبير، ولن يحتاج الأمر للكثير من التعود على استخدام الشبكة، ولكن المشكلة الأساسية هي أن رفع الفيديو بتقنية الدقة العالية HD يقتصر على المستخدمين المشتركين في الخدمة، كما أن الشبكة تضع حداً أقصى لحجم الملف لا يتجاوز 4GB، الأمر الذي يعني أن أقصى فيلم بدقة عالية يمكن مشاهدته لا يتجاوز زمن عرضه 60 دقيقة.

أيضا هناك Vimeo الذي لا يمكن اعتباره منافساً مباشراً لخدمة يوتيوب، ولكنه بديل ممتاز لعرض الفيديو خاصة أنه يشجع منتجي الأفلام الفنية على عرض أعمالهم عبر المنصة، الأمر الذي يجعله موقعاً لمشاهدة الأعمال الفنية غير التقليدية، كما أن واجهة الاستخدام لا تتضمن الكثير من العناصر التي يمكن أن تصرف انتباه المشاهد عن العمل الفني المعروض.