الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

رواد الأعمال يحددون 10 قطاعات ناجحة وخاسرة خلال عام كورونا

حدد رواد أعمال ومختصون في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالإمارات 10 قطاعات اقتصادية مثلت أكثر مشاريع الشباب نجاحاً واستفادة خلال العام المنقضي منذ انتشار جائحة كورونا، تمثلت في مشاريع المتاجرة الإلكترونية والخدمات عن بُعد، وتصميم الخدمات الذكية والحلول الرقمية، والمزارع التجارية، ومنصات توصيل الوجبات، وافتتاح البقالات، وخدمات التنظيف والتعقيم، والتشطيبات العقارية، ومستلزمات الوقاية من كورونا، والسلع الغذائية والمشروبات، والمنتجات الورقية.

ولفت هؤلاء إلى أن 10 قطاعات أخرى كانت الأكثر خسارة منذ انطلاق الجائحة تمثلت في مكاتب السفر، وشركات السياحة الداخلية، والمطاعم، والمقاهي، والإنشاءات والخدمات المساعدة للبناء، ومكاتب الوساطة العقارية، ومشاريع الصالونات، وصالات اللياقة البدنية، وأكاديميات الخدمات الرياضية الصغيرة، ومكاتب تنظيم الحفلات والأعراس، مضيفين أن إعادة هيكلة البيئة الوظيفية وطرق تقديم الخدمات تعد سبيلاً رئيسياً أمام رواد الأعمال لتقليص فترات الخسائر وتدعيم قدرتهم نحو التعافي.

تأثر الأعمال


وقال المختص في إنشاء مشاريع الحلول الرقمية ومؤسس منصة «ماي وي» محمد البلوشي: اختلفت طبيعة التأثر للأعمال التجارية الأخرى مقابل تعليمات الجهات المختصة في المنع أو الإغلاق أو تخفيف القدرة الاستيعابية للمتسوق بما أدى لخسائر على المستوى العام لكلا من المطاعم و المقاهي و كذلك محال التجميل والعناية بالبشرة و لحلاقة وصالات الجيم حيث تم إغلاقها تماماً أثناء القيود الاحترازية في الوقت ذاته، فان الأنشطة الأكثر خسارة التي لازالت تحت المنع مثل شركات تنظيم الاحتفالات والأعراس حيث ما زال هذا القطاع و النشاط التجاري متوقف.


اعتماد الرقمنة

من جانبه، أشار مؤسس شركة تطوير لخدمات فحص التربة محمد المرزوقي إلى أن المشاريع التي اعتمدت الرقمنة بشكل كامل تعد المستفيد الأول أثناء الجائحة، فيما كانت الأنشطة التي تعتمد على التواجد المادي في مواقع العمل هي الأكثر خسارة. فإلى جانب المشاريع الأكثر انتشاراً مثل المطاعم والمقاهي ومحال المشروبات وغيرها، جاءت أيضاً المشاريع التي تعتمد على أطقم عمالة متعددة مثل القطاع الإنشائي والخدمات المساعدة.

الإغلاقات الاحترازية

وأرجع مؤسس مطاعم وكافتيريات صغيرة سالم حمدان، تزايد الخسائر في وقت كورونا إلى الإغلاقات الاحترازية بشكل مباشر وعدم كفاية طلبات التوصيل لتغطية إنفاق المطاعم إلى جانب طول الفترة التي استغرقتها المطاعم في تأسيس منظومات للبيع عن طريق الأونلاين أو اللجوء للمنصات المختصة والتي بدورها كانت اختياراً صعباً مع ارتفاع الرسوم، وبالتالي ارتفاع الأسعار على المستهلكين، بما أدى للعزوف نسبياً عن الشراء.

نمو استثنائي

وقال المدير التنفيذي لشركة أرضية الإبداع لأنظمة الذكاء الاصطناعي إبراهيم العبيدلي، إن القطاع الطبي يأتي في مقدمة القطاعات التي حققت طفرة ونمواً استثنائياً خلال أزمة كورونا، خاصة الأنشطة المرتبطة بالاستجابة للأزمة مثل صناعة الكمامات والمعقمات وأجهزة الكشف عن كورونا والأخصائيين الطبيين في هذا المجال، إلى جانب الطب النفسي بخدماته عبر الأونلاين شهد نمواً أيضاً، وذلك بهدف تقديم المساعدة والدعم للأشخاص الذين عانوا من تبعات كورونا مثل الحجر المنزلي أو الوسواس المتعلق بالنظافة.

بدوره، كان المصنعون الصغار للمشروبات والأغذية ذوي حظ وفير خلال الأزمة، ولا يزال قطاع الأغذية وقطاع طلب الطعام عبر التطبيقات والتوصيل للمنزل من الأنشطة التي تحتل الصدارة حتى اليوم.

التأثر السلبي

وفي سياق آخر، تأثرت قطاعات عديدة بشكل سلبي منذ بداية أزمة كورونا، ولا تزال تعاني وذلك نتيجة للإغلاق وعزوف العملاء حتى بعد التشغيل التدريجي، ومنها مكاتب السفر وشركات تنظيم رحلات السياحة الداخلية ومكاتب الوساطة العقارية، وتقلص الطلب على المساحات التجارية نتيجة تطبيق العمل عن بُعد.

من جهته، قال مؤسس ومدير شركة بارجيل لخدمات التصوير الجوي خالد بن دسمال، إن القطاعات المرتبطة بالخدمات هي الأكثر حظاً خلال كورونا، مثل الطلب من المنزل أونلاين سواء الطعام أو الهدايا أو الإلكترونيات، فالجائحة تسببت بطفرة كبيرة للخدمات التي يمكن تقديمها أونلاين مقابل الخيارات التقليدية التي تحتاج إلى تواصل بشري أو تلامس.

وأضاف أن القطاع العقاري يعتبر من القطاعات التي يمكن تأجيل مشاريعها، وهذا ما حدث خلال الأزمة، لا سيما مع وجود معروض كبير في السوق لا يتناسب مع حجم الطلب، وبالتالي أصبح هناك نوع من التردد في الاستثمار في القطاع العقاري وتوقف أو تأجيل الكثير من المشاريع، وبالتالي تأثر القطاع ككل.

الطلب المحلي

بدوره، تحدث مؤسس مزارع البدال التجارية حسين الزعابي، أن ارتفاع الطلب المحلي خلال الجائحة والقيود التي شهدتها وجهات الاستيراد مثلت فرصة لأصحاب المزارع لا سيما الصغيرة في التنافسية بقوة على صعيد عقود التوريد المحلي، ما ساهم في استمرارية أعمالها وتخطي التأثر في بداية الجائحة.

فيما أوضح مؤسس مجموعة أوس للتدريب والاستشارات والمختص في تأسيس المشاريع الدكتور جمال السعيدي، أن المشاريع الناجحة كانت الأكثر فهماً واستعداداً للتعامل مع الأزمات، ولذلك فمشاريع التجارة عبر الإنترنت إلى جانب خدمات التعليم والتدريب عن بُعد خلال الجائحة فقط بل أسهمت الأزمة في تعزيز عوائدها وانتشارها أيضاً.

ويجب على أصحاب المشاريع الناشئة الخاسرة، والتي تمتلك بدائل التحول التقني مثل محال الزهور والمقاهي ومطاعم الوجبات الصغيرة والمشروبات أن تسعى لاعتماد بيئات عمل وتسويق أكثر رقمية.