الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

100 % توسع رواد الأعمال الإماراتيين للخارج

100 % توسع رواد الأعمال الإماراتيين للخارج

توقع مسؤولون ومختصون في قطاع الأعمال والاستثمار، ارتفاع عدد الشركات الإماراتية العاملة في الخارج بمعدل 100% خلال السنوات الخمس المقبلة، مع زيادة حركة رواد الأعمال بالتوجه إلى أسواق دولية في كل من آسيا وأفريقيا وأوروبا، عبر عقود توريد مباشرة للسلع والخدمات، أو عبر أنشطة وحدات تشغيلية ومكاتب تمثيل أسسها رواد الأعمال بتلك الأسواق.

وأرجع المختصون ارتفاع نفاذية رواد الأعمال للأسواق الدولية إلى عدد من العوامل، في مقدمتها الثقة الواضحة التي أرستها الشركات الكبرى في المنتج الوطني عبر تواجدها في الكثير من أسواق العالم النشطة، واستفادة رواد الأعمال من المبادرات والجهود المشتركة لتعزيز الاستثمارات المشتركة ما بين الإمارات والكثير من الدول، إضافة إلى نمو أعمال الكثير من المشاريع الصغيرة في السوق المحلي بما لفت إليها أنظار الأسواق الخارجية لمنح العقود لا سيما في مجالات تجارة التجزئة والسلع الغذائية والتصدير والاستيراد والمقاولات والخدمات العامة وحلول التدريب والاستشارات وأنشطة الطاقة الصغيرة وحلول التقنية.

وشملت الأسواق التي توسعت إليها مشاريع رواد الأعمال الإماراتيين أسواق الشرق الأوسط وكافة الأسواق الخليجية، وأسواقاً عربية رئيسية مثل مصر والأردن، وأسواق شمال أفريقيا، إلى جانب أسواق أوروبية تنافسية مثل ألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى بعض الأسواق اللاتينية، فيما رجح البعض أن تقود أسواق معينة نشاط رواد الأعمال من خلال الفرص الواضحة في الكثير من المجالات كالاتصالات والطاقة المتجددة والتجارة الرقمية وحلول الذكاء الاصطناعي.

ووفق آخر مؤشرات للاستثمار الإماراتي الخارجي لدى وزارة الاقتصاد حتى عام 2020 تشهد الهند استثمارات إماراتية بنحو 15 مليار دولار، فيما تبلغ الاستثمارات الإماراتية في الصين نحو 3 مليارات دولار في مجالات الموانئ واللوجستيات والطاقة والعقارات والتجارة والسياحة والضيافة والخدمات المالية، وتعمل أكثر من 200 شركة إماراتية كبرى في الأسواق الدولية، وفق آخر مؤشرات مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج.

وقال الأمين العام لمجلس الامارات للمستثمرين بالخارج، جمال الجروان، إن الفرصة باتت سانحة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة للتوسع الخارجي، سواء بتوسيع أنشطة الشركات التي خرجت بالفعل على مدار السنوات الأربع الماضية، أو التي لا تزال تدرس الأسواق الخارجية في ظل العديد من المقومات، منها المبادرات الحكومية لتعزيز الثقة في المنتج المحلي والترويج له عبر الشراكات والفعاليات الخارجية، مع وضع رؤى وخطط لتوجيه المشاريع إلى الفرص المتاحة بالأسواق الإقليمية والدولية، إلى جانب الزخم الواضح الذي تشهده العديد من الأسواق، على رأسها أسواق آسيا مثل الصين والهند واليابان وفيتنام، بالإضافة إلى الأسواق الواعدة في أفريقيا، خاصة أن الدراسات الدولية تؤكد أن 60% من القوة البشرية فيها في عمر الشباب، وهو ما يعزز وجود فرص لشراكات بين الأفكار والمشاريع الشابة للاستفادة من الزخم في تلك الأسواق، وعلى رأسها أسواق الدول العربية والشمال الأفريقي، كما أن العلاقات الدولية الناجحة التي تنتهجها الدولة ترجح إرساء قنوات تعاون مستقبلي في العديد من الأسواق التي تعيد بناء نفسها مثل العراق وسوريا ولبنان، ما يضاعف الفرص المتاحة أمام أصحاب الأعمال.

وأضاف أن العديد من رواد الأعمال والشركات الصغيرة المواطنة حققت تواجداً ملحوظاً في الخارج على مدار الأعوام القليلة الماضية، في العديد من الأنشطة، مثل الاستيراد والتصدير والتكنولوجيا والخدمات الاستشارية وحلول التدريب والتجارة، فيما تتنامى الفرص أمام المستثمرين الشباب الجدد في قطاعات مستحدثة على رأسها الطاقة المتجددة والصناعات الصغيرة والأدوية والخدمات الطبية والاتصالات والعقارات.

ونوه الجروان بأن مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج يسعى لتعزيز الفرص والجهود الداعمة لأنشطة صغار الشركات الوطنية ورواد الأعمال لتوسيع أنشطتهم إلى الأسواق النشطة، مع التطلع لإدراج العديد منها ضمن مظلة المجلس وبرامجه المستقبلية لزيادة الثقة في اقتناص الفرص المواتية في أسواق الاستثمار الخارجية، وهو ما قد يضاعف حجم الاستثمارات وعدد الشركات الإماراتية بشكل عام ذات الأنشطة الخارجية.

من جانبه، تحدث عضو جمعية رواد الأعمال الإماراتيين ومؤسس مجموعة القادة، جمال السعيدي، أن التوسع الخارجي في العديد من الأسواق الدولية قد كفل للشركة الانتشار والانتقال من طور المشاريع الصغيرة الى الشركات متعددة الأفرع، مضيفاً أن التوقعات والدراسات السوقية ترجح تضاعف عدد الشركات الإماراتية في الخارج مع زيادة انتشار المشاريع الصغيرة المبتكرة الوطنية نحو الأسواق الدولية.

وأضاف: «تعمل تحت مظلة مجموعة القادة حاليا 6 شركات ذات مجموعات متنوعة من الانشطة، ولدى شركة القادة للتدريب حاليا مراكز ومكاتب تمثيل في 10 دول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منها السعودية وعمان والأردن ومصر وليبيا والمغرب وتونس إلى جانب تركيا».

فيما قال مؤسس شركة التاج الأبيض للملبوسات، عبدالصاحب سجواني، إن الشركة وضعت نصب أعينها التوسع في 3 أسواق رئيسية لتضاعف عدد الأسواق الخارجية التي تعمل بها إلى 6 أسواق، حيث تعمل حالياً في البحرين والكويت وقطر، ونطلع إلى التوسع إلى السوق السعودي بالإضافة لكل من السوق المصري والليبي.

وأضاف أن جائحة كورونا غيّرت أنماط التوسعات الخارجية، حيث بدأت الشركة في تعزيز أنشطتها بالتحول الرقمي عبر منصتها الرقمية التي تشهد تشغيلاً تجريبياً حالياً، حيث يسهم ذلك في تعزيز النفاذية نحو المزيد من الأسواق خلال السنوات الخمس المقبلة، والتي تتطلع فيها الشركة لتوسيع قدرتها على الانتشار بما يكفل لها أيضاً دخول الأسواق الأوروبية، والتي تتمتع بدورها بوجود شريحة كبيرة من المستهلكين.

بدوره، أشار مؤسس شركة «أوزما» للصناعات الطبية، عمران سلطان، إلى أنهم تمكنوا من الوصول إلى أسواق عالية التنافسية في أوروبا مثل السوق الألماني، استناداً للشراكة الإنتاجية الناجحة التي أسفرت عن تصنيع منتجات إماراتية حازت على ثقة الأسواق، بما كفل لها الانتشار بشكل واضح في العديد من أسواق القارة الأوروبية، مشيراً إلى بدء التوسع أيضاً نحو العديد من الدول الإقليمية المحيطة، بما يكفل انتشاراً واسعاً للمنتجات وزيادة في حجم العوائد.

أما مؤسس مؤسسة «تطوير» للخدمات الجيوفيزيائية، محمد المرزوقي، فقال إن البحث عن الأسواق الخارجية يعد أداة اقتصادية قوية أمام رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، في ظل الثقة التي ينالها المنتج الوطني في الكثير من السلع والخدمات، بما يفتح فرصاً لنيل حصة من التعاقدات في أسواق إقليمية ودولية للكثير من أنشطة رواد الأعمال المحليين.