الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

سفير الاتحاد الأوروبي في الإمارات: إكسبو دبي فرصة لتوحيد جهود الاستجابة للتحديات العالمية

سفير الاتحاد الأوروبي في الإمارات: إكسبو دبي فرصة لتوحيد جهود الاستجابة للتحديات العالمية

أندريا ماتيو فونتانا سفير الاتحاد الاوروبي في الإمارات. (تصوير محمد بدرالدين)

قال سفير الاتحاد الأوروبي في الإمارات ومفوض الاتحاد الأوروبي العام لإكسبو 2020 دبي، أندريا ماتيو فونتانا، إن الإمارات واحدة من أقوى الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط، وتمثل أكبر شريك استثماري للاتحاد الأوروبي في دول مجلس التعاون الخليجي، وثاني أكبر شريك تجاري في المنطقة.

وأضاف في حوار خاص مع «الرؤية»، أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة تفخر بالمشاركة في إكسبو 2020 دبي، حيث يُعد فرصة هائلة للتأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بالتعاون الدولي، ولتوحيد الجهود للاستجابة للتحديات العالمية.

كيف تقيمون العلاقات التجارية والاقتصادية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي؟

الإمارات واحدة من أقوى الاقتصادات في الشرق الأوسط، وتمثل أكبر شريك استثماري للاتحاد الأوروبي في دول مجلس التعاون الخليجي وثاني أكبر شريك تجاري في المنطقة.

وفي عام 2020، بلغ إجمالي التجارة الثنائية بين الجانبين 149 مليار درهم (34.7 مليار يورو)، وبلغت صادرات الاتحاد الأوروبي 111.7 مليار درهم (26 مليار يورو)، والواردات 36.9 مليار درهم (8.6 مليار يورو).

وتتنوع صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الإمارات، وركزت على المنتجات الصناعية، مثل محطات الطاقة وقاطرات السكك الحديدية والطائرات، بالإضافة إلى الآلات الكهربائية والأجهزة الميكانيكية، حيث شكلت الآلات والأجهزة الميكانيكية 18% من إجمالي الصادرات والآلات الكهربائية 12% والطائرات والمركبات الفضائية وقطع الغيار 7.2% والمركبات بخلاف السكك الحديدية 6.9% والمنتجات الصيدلانية 4.9%.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي أحد الموردين الرئيسيين للمنتجات الغذائية الزراعية إلى الإمارات حيث تغطي الواردات من الاتحاد الأوروبي حوالي 15 - 20% من إجمالي الواردات الزراعية الإماراتية بقيمة 2.3 مليار يورو.

في الوقت نفسه، استورد الاتحاد الأوروبي الوقود ومنتجات التعدين من الإمارات في عام 2020 بقيمة إجمالية قدرها 37 مليار درهم (8.62 مليار يورو)، وتشمل مجموعات المنتجات الرئيسية من الإمارات إلى الاتحاد الأوروبي الذهب بنسبة 47% وزيت البترول 12.4% والألمنيوم 8.9% والماس 8.4%.

هل ترى في إكسبو فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي؟

يفخر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء البالغ عددها 27 دولة بالمشاركة في إكسبو 2020 دبي، وهو أول تجمع دولي من هذا النوع يُقام في الشرق الأوسط، حيث يُعد إكسبو 2020 دبي فرصة هائلة للتأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بالتعاون الدولي، ولتوحيد الجهود للاستجابة للتحديات العالمية.

يعمل الاتحاد الأوروبي بشكل وثيق مع الدول الأعضاء في تطوير برامج التعاون حول العالم، كما يمنحنا هذا النهج المشترك، المعروف باسم نهج «فريق أوروبا»، صوتاً أقوى ويسمح لنا بنقل رسائلنا بشكل أكثر تماسكاً.

كيف ترى فرص الاستثمار في الإمارات كعامل جاذب للمستثمرين في دول الاتحاد الأوروبي والعكس؟

تعتبر الإمارات سوقاً دولياً جاذباً للغاية لكل من الشركات والمستثمرين الأوروبيين، وهي مركز لدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى وخارجها حيث تقع في موقع استراتيجي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتتمتع بأصول مالية عالية الجودة وبنية تحتية متطورة، لذلك، لم يكن مفاجئاً أن الإمارات احتلت مؤخراً المرتبة الأولى عربياً من حيث قدرتها على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

وحققت الإمارات تقدماً كبيراً في تنويع صناعاتها لتقليل الاعتماد على النفط والغاز. ومع استمرار الدولة في الاستثمار في مشاريع التنويع والاستدامة، سيوفر ذلك المزيد من الفرص للتعاون الاقتصادي بين الطرفين في مختلف المجالات بدءاً من التكنولوجيا الخضراء إلى البحث والابتكار والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والخدمات والتقنيات المالية، وفي عدد من هذه المجالات الاستراتيجية، يعتبر الاتحاد الأوروبي أهم مورد للمنتجات والخدمات للإمارات.

ويعتبر التحول والرقمنة الخضراء من المجالات الأخرى التي لدينا فيها إمكانات كبيرة لتعزيز علاقاتنا مع الإمارات، بما في ذلك الطاقة النظيفة وتقنيات الطاقة المتجددة والهيدروجين وكفاءة الطاقة والشبكات الذكية وأسواق الكهرباء والتنويع الاقتصادي في سياق تغير المناخ، والالتزامات الواردة في اتفاق باريس.

ماذا عن التعاون في المجالات العلمية والثقافية؟

يرى كل من الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة أهمية العلم والتكنولوجيا والابتكار كمحركات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وهذا هو السبب في أننا نهدف إلى تعاون أكبر في التنمية الاقتصادية المستدامة، والطاقة المتجددة، والمعيشة المستدامة وتحسين نوعية الحياة.

هناك العديد من العلماء الأوروبيين الذين يقومون بالبحث والتدريس في جامعات الإمارات، بالتعاون مع العلماء الإماراتيين، ويعملون على حل أكثر القضايا إلحاحاً في عصرنا، والتي تفاقمت بسبب الوباء.

وعلى مدى السنوات الماضية، قمنا بتنظيم العديد من البرامج والمعارض الثقافية في دولة الإمارات، بما في ذلك «معرض الشيخ زايد وأوروبا» الذي أخذ الزوار في رحلة حنين إلى الوالد المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والإرث الذي تركه وراءه وعلاقته الوثيقة مع القادة الأوروبيين.

ماذا عن تدفق السياح بين الجانبين سنوياً؟

وقع الاتحاد الأوروبي والإمارات اتفاقية ثنائية للإعفاء من تأشيرة الإقامة القصيرة تعفي مواطني الإمارات من تأشيرة شنغن وتجعل الإمارات أول دولة عربية تحصل على مثل هذا الإعفاء من التأشيرة لمواطنيها.

ومنح هذا الأمر مواطني الإمارات امتياز السفر إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي واستكشافها، كما ساعد في تحسين العديد من المجالات مثل التجارة والاستثمار والسياحة والتبادل الثقافي.

ومع تخفيف قواعد كوفيد-19 وإعادة فتح دول الاتحاد الأوروبي للسياحة، نأمل أن نرحب بالعديد من الإماراتيين إلى أوروبا.

وسيزور العديد من الأوروبيين الإمارات للاستمتاع بعروض إكسبو دبي 2020 العالمية واكتشاف كل ما تقدمه الإمارات.

ماذا عن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والإمارات في القضايا الإقليمية والدولية؟

يلتزم كل من الاتحاد الأوروبي والإمارات بالتعددية والمنظمات الدولية مع الأمم المتحدة باعتبارها الإطار الرئيسي للتعاون الدولي، ويلتزم الاتحاد الأوروبي بمبدأ السلام الشامل والدائم ومستعد للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز الاستقرار والازدهار والسلام.

والإمارات شريك استراتيجي مهم للاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث نتشارك في الالتزام بتعميق شراكتنا الاستراتيجية في السياسة الخارجية والقضايا الإقليمية والأمنية والدفاعية.

كما نواصل العمل معاً بشكل وثيق لمعالجة التحديات العالمية المشتركة التي نواجهها، وتعزيز الرخاء والأمن لمواطنينا، ومعالجة تغير المناخ، وتوسيع تبادل المعرفة والمهارات والأفكار.

لدينا تعاون قوي في التعاون التنموي والمساعدات الإنسانية ونأمل أن نكون قادرين على العمل بشكل أوثق معاً لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية.

تلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي تماماً بأجندة 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، للنجاح في تحقيق هذه الأهداف العالمية في الوقت المحدد، ومن الأهمية بمكان تعزيز شراكتنا وتحفيز جميع الجهود.

كما أظهرت الأزمات الأخيرة أهمية شراكتنا، حيث في بداية جائحة كوفيد-19 أرسلت الإمارات المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها إلى مئات البلدان حول العالم بما في ذلك بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وساهمت لاحقاً - إلى جانب الاتحاد الأوروبي - في الجهود العالمية في توزيع اللقاحات.

وفيما يتعلق بتوزيع اللقاحات، هناك الكثير مما يجب القيام به، مع الأخذ في الاعتبار أن أقل من 40% من سكان العالم قد تم تلقيحهم وأن أقل من 1% من السكان في بعض البلدان النامية يتم تطعيمهم، فيجب أن تكون جهودنا الثنائية حافزاً لزيادة الجهود العالمية بشكل مثالي في إطار مواجهة الجائحة.

وبالمثل، فإن الدعم الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة أثناء إجلاء موظفي الاتحاد الأوروبي من أفغانستان هو دليل على تعاوننا القوي، ومع ذلك، مع زيادة الاحتياجات الإنسانية في المنطقة، مع نزوح المزيد من الأشخاص وتعطل المرافق الصحية والتعليمية، من الأهمية بمكان تنسيق المزيد من جهودنا في إيصال المساعدة مع الاحترام الكامل للمبادئ الإنسانية الدولية.

كيف ترون آفاق التعاون مع تخطيط الإمارات للخمسين عاماً المقبلة؟

مع احتفال دولة الإمارات بمرور 50 عاماً على إنشاء الاتحاد، نأمل في زيادة توسيع تعاوننا في مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الأمن والتعليم والعلوم والتكنولوجيا ومكافحة غسل الأموال والتعاون الإنمائي والمساعدات الإنسانية وتغير المناخ والتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وتمكين المرأة وغير ذلك الكثير.