الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الاتحاد الأوروبي يخضع للضغوط الأمريكية لنبذ معدات هواوي الصينية

الاتحاد الأوروبي يخضع للضغوط الأمريكية لنبذ معدات هواوي الصينية
تتجه الدول الأوروبية بصورة متزايدة لفرض قيود على تقنية شبكات هواتف الجيل الخامس الصينية في أعقاب طفرة غير مسبوقة في حملات الضغط الأمريكية لإقناع حلفائها الأوربيين بنبذ التقنية الصينية.

ودعا الاتحاد الأوروبي في بيان أصدرته الدول الأعضاء إلى تبني منهج شامل في تقييم المخاطر المنطوية على الاستعانة بتقنيات الجيل الخامس، ودراسة قوانين البلد الذي تنتمي إليه الشركة الموردة لهذه التقنيات، ما يعني حصر شراء المكونات التي تتصل بالأمن القومي على الأطراف الموثوقة.

ويأتي هذا التحول في أعقاب قمة حلف شمال الأطلنسي التي عقدت في لندن مخراً، والتي تخللها لقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية إنغيلا ميركل تناول ضرورة استبعاد المزودين غير الموثوق فيهم.


وجاء هذا اللقاء بعد يوم واحد من إعلان شركة "دويتشه" تليكوم وهي أكبر مزود للاتصالات في ألمانيا عن إلغاء طلبيتها من شبكات الجيل الخامس من شركة هواوي استناداً إلى الشكوك التي تحيط بها، لتنضم بذلك إلى شركة "فودافون"، والتي أعلنت في شهر يناير الماضي أنها ستوقف مشترياتها من المكونات الرئيسة لشبكتها من هواوي.


ويتناقض هذه الخطوة مع تصريحات سابقة للمستشارة الألمانية عبرت فيها عن قناعتها بضرورة عم استبعاد المزودين الفرديين مثل هواوي من سباق المنافسة.

وشهد الأسبوع الماضي سلسلة من الزيارات لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى لعدد من العواصم الأوروبية، ما أسفر عن تحولات جوهرية في مواقف هذه العواصم من الاستعانة بمعدات شبكات الجيل الخامس التي تنتجها شركة هواوي الصينية.

ورغم أن المسؤولين الأمريكيين يصفون التحول في التطور بأنه سيؤدي إلى تغيير في وضع هواوي في أوروبا، حيث تنص قوانين الاتحاد الأوربي الحالية على أنه يحق فقط للدول الأعضاء أن تقرر ما إذا كانت ترغب في استبعاد مزودين من أسواقها.

ويحتاج الاتحاد الأوربي إلى تغيير قوانينه الحالية من أجل أن يتمكن من تسمية أحد المزودين بأنه طرف غير مسبوق وتحتاج لتوصيات الاتحاد الأوربي في هذا الصدد إلى تصويت الدول الأعضاء عليها في وقت لاحق من العام الجاري.

ورغم غموض تشريعات الاتحاد الأوروبي إلا أن ذلك لم يمنع مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الأمن السيبراني روب ستراير من أن يعبر عن سعادة أمريكا بالنتيجة التي توصل لها الاتحاد الأوروبي.

وتجد الدول الأوروبية نفسها في موقف حرج بسبب رغبتها في عدم إغضاب الصين حليفها التجاري القوي، ولكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تخاطر بإغضاب الولايات المتحدة شريكها الأمني الأكبر، والذي هدد مراراً وتكراراً بوقف التعاون الاستخباراتي مع الدول التي تستعين بمعدات هواوي.

ورغم ذلك يقول المسؤولون في الاتحاد الأوربي إن التغيير في الموقف الأوروبي لا ينبع من الرغبة في استرضاء دول كبرى وإنما من الرغبة في ضمان الأمن القومي لدول المنطقة، مشيرين إلى أنه لم تكن هناك خلافات بين الدول الأعضاء خلال المناقشات التي سبقت التوصل إلى هذه القناعة.