الثلاثاء - 07 مايو 2024
الثلاثاء - 07 مايو 2024

بعد تطورات حرب النفط.. إلى أين تتجه أسعار الخام في 2020؟

بعد تطورات حرب النفط.. إلى أين تتجه أسعار الخام في 2020؟

كان قرار روسيا برفض مقترح منظمة أوبك بخفض الإنتاج بنحو 1.5 مليون برميل يومياً بمثابة الإعلان الرسمي لانهيار التحالف الذي كان يدعم استقرار السوق. والتي كانت تستهدف من مقترحها تجنب الآثار السلبية لانتشار فيروس «كورونا» على الطلب العالمي للنفط.

وتهاوت الأسعار يوم الجمعة الماضي على إثر ذلك القرار غير المتوقع والمفاجئ من قبل الدب الروسي، حيث هبط سعر خام برنت بنسبة 10 % وأكملت مسيرة الهبوط المدوي يوم الاثنين، حيث تهاوت الأسعار بنسبة 24.6% محققاً أسوأ أداء يومي منذ 1991.

وفي ردة فعل على الموقف الروسي وانعكاسه سلباً على الأسعار العالمية، وجهت وزارة الطاقة السعودية شركة أرامكو بزيادة قدرة الإنتاج إلى 13 برميل يومياً من 12 مليون برميل يومياً مقرراً في أبريل أي بنحو زيادة مقدرة بمليون برميل يومياً.

وفي المقابل وبعد تصريحات أشبه بالدبلوماسية من وزير الطاقة الروسي قال فيها إن بلاده من الممكن أن تبحث مقترحات مع السعودية بهذا الشأن إلان في الوقت ذاته بدأت روسيا زيادة الإنتاج من خلال شركاتها الحكومية إلى 300 ألف برميل يومياً، وقد ترفعه إلى 500 ألف برميل يومياً ليتأكد بذلك اندلاع حرب أسعار نفطية بامتياز، والتي يستهدف فيها المنتجون خفض الأسعار من خلال زيادة إنتاجهم.

وقبل بدأ تلك الحرب التي سيكون الخاسر فيها الدب الروسي وفقاً لخبراء، فكانت السعودية تستهدف إنقاذ السوق العالمي من الانهيار وسط انتشار الفيروس الصيني الذي ظهرت على إثره توقعات بتراجع الطلب لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، وذلك بحسب وكالة الطاقة الدولية، وانخفاض الطلب بنحو 3.8 مليون برميل يومياً وفقاً لمؤسسة «أي أتش أس ماركت».

وقلص «ستاندرد تشارترد» من توقعاته لأسعار خام برنت خلال عام 2020 إلى 35 دولاراً للبرميل مع تراجعه العام القادم 2021 إلى 44 دولاراً.

وبين تلك التوقعات السلبية انطلقت صافرة التحذير من بنك غولدمان ساكس وفقاً لمذكرة بحثية حديثة بأن تتهاوى الأسعار إلى مستويات 20 دولاراً للبرميل في حال نشوب حرب الأسعار بين منظمة أوبك وروسيا.

ووسط تلك الحرب القاسية فإن انهيار اتفاق «أوبك وحلفائها» دفع «ستاندرد تشارترد» لخفض سعر الخام إلى 23 دولاراً خلال الربع الثاني من هذا العام.

وقال أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة فيرجن إنترناشيونال ماركتس إنه قد اكتملت أركان حرب أسعار للنفط بين الجانب السعودي والروسي والأمريكي وذلك بسبب الرفض الروسي لأي تخفيضات للنفط ،وذلك ما صرح به وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك كما صرح بأن "الآن ليس علينا أو على آي دولة عمل أى تخفيضات" وجاء ذلك بعد اجتماع أوبك وحلفائها الأسبوع الماضي.

وأوضح أنه كان من المتفق عليه تخفيض الإنتاج بحوالي مليون ونصف برميل لاحتواء أزمة انخفاض الطلب عالمياً بسبب فيروس كورونا، ولكن هذا الاتفاق كان مشروطاً بموافقة روسيا، ولكنها رفضت وأكدت أن هذا التخفيض يكون في مصلحة الولايات المتحدة فقط وليس روسيا، لأن الولايات المتحدة بالفعل قامت باستغلال تخفيض منظمة أوبك وحلفائها ولم تخفض الولايات المتحدة الإنتاج بل بالعكس، فآخر التقارير الصادرة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقول إن صادرات النفط زادت بحوالي 500 ألف برميل يومياً ولذلك ترفض روسيا تخفيض الإنتاج.

وجاء رد روسيا مخيباً لآمال أعضاء منظمة أوبك وحلفائها وكان الرد الأبرز من وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، عندما سئل عن مستقبل النفط في السعودية بعد هذا الاجتماع "سأترككم تتساءلون".

وأوضح أحمد معطي أن الرد كان بالفعل قوياً من السعودية، حيث قامت بتخفيض أسعار توريداتها في نطاق 10% إلى 20% وأيضاً بالإعلان عن أن شركة أرامكو ستقوم بزيادة الإنتاج بأقصى حد لها وهو حوالي 12.3 مليون برميل أى بزيادة حوالي 3 ملايين برميل يومياً في توقيت يعيش العالم حالة من انخفاض الطلب على النفط بسبب فيروس كورونا، وذلك أدى بالتأكد إلى انخفاض سعر برميل النفط إلى حوالي 30 دولار للبرميل ثم ارتفع بالأمس إلى مستويات 37 دولاراً، وذلك بسبب تخوف الولايات المتحدة من هذا التخفيض في الأسعار الذي يضر بشدة الشركات الأمريكية بتخفيض إنتاجها.

وتوقع أن النفط من المحتمل أن يهبط دون مستويات 30 دولاراً ويكون في نطاق 25 دولاراً للبرميل في حالة استمرار حالة الخلاف بين السعودية وروسيا والولايات المتحدة وعدم جلوسها للتفاوض مرة أخرى، خاصة في ظل استمرار انخفاض الطلب عالمياً بسبب تفشي فيروس كورونا.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح وباء عالمياً مع تزايد انتشاره في 114 دولة ليزداد عدد المصابين لأكثر من 118 ألف حالة حتى الآن. وانعكس كل ما يحدث على أسعار البترول، فبحلول الساعة 15:30 ظهراً بتوقيت غرينتش تراجعت أسعار النفط الأمريكي 2.8% إلى 33.36 دولار للبرميل الواحد، ونزل سعر برميل النفط برنت بنسبة 2.82% عند 36.20 دولار للبرميل.

وفي ضوء التأثيرات السلبية التي تتعرض لها القطاعات الإنتاجية على مستوى العام جراء فيروس كورونا المستجد، خفضت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الأربعاء توقعاتها للطلب على النفط خلال العام الجاري بنحو مليون برميل ليصبح عند 99.73 مليون برميل.

وتسبب تفشي فيروس كورونا الجديد باضطرابات اقتصادية كبيرة في الصين وخارجها، في وقت تفرض السلطات إجراءات لاحتواء التفشي، ما يؤثر على الطلب على النفط.

ولم تكن تلك الحرب السعرية الأولى التي يشهدها السوق النفطي، حيث شهدها السوق قبل 6 أعوام وحينها هبطت أسعار الخام إلى 27 دولاراً، وأجبر بعض منتجي الخام الصخري حينذاك على الإفلاس وتسريح مئات الآلاف من العمال، ومن أجل دعم الأسعار وبعد عامين عادت منظمة أوبك لاستراتيجية خفض الإنتاج.