الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

هروب الأموال من الأسواق الناشئة يقود ارتفاعات الدولار

هروب الأموال من الأسواق الناشئة يقود ارتفاعات الدولار

الصورة من أ ف ب

أزاح الدولار الأمريكي الذهب من عرش الملاذات الآمنة وسط زيادة الذعر مع انتشار فيروس «كورونا».

ومنذ انطلاق تعاملات مارس الجاري واصل الدولار ارتفاعاته القوية ليحقق مؤشره أعلى مستوى في تاريخه ليتجاوز 103 نقاط.

وللوقوف على أسباب ذلك، قال الدكتور باسم حشاد الخبير الاقتصادي والاستشاري الدولي للأمم المتحدة إنه على الرغم من تأثر الاقتصاد الأمريكي بل وتوقفه شبه الكامل منذ بداية هذا الأسبوع حسب رؤية المستثمرين فإننا ما زلنا نرى صعوداً قوياً للدولار أمام باقي العملات، والذي يرجع لعدة أسباب أولها هروب المستثمرين من الأسواق الناشئة تجنباً للمخاطر وبالتالي تحويل أموالهم من الاستثمارات في تلك الدول إلى الدولار بما زاد من طلبهم على العملة الخضراء كملاذ آمن فهو العملة الأقوى والمقبولة عالمياً.

ومع قيام البنك الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة مرتين هذا الشهر دون القيام بأي شيء لتقليل جاذبية الدولار فإن البنوك حول العالم تتجه للفرار إلى الدولار الأمريكي. حيث بلغت التدفقات الخارجة من الأسواق الناشئة بالفعل مستويات قياسية، بلغت 30 مليار دولار في 45 يومًا وسط تفشي الفيروس ومخاوف البنوك من انهيار تلك الأسواق حسب تقارير وردت من معهد التمويل الدولي.

وأشار إلى أن ثاني تلك العوامل استحواذ بنوك منطقة اليورو على 112 مليار دولار من التمويل بالدولار في مزاد خاص من قبل البنك المركزي الأوروبي خلال الأسبوع الماضي، وهو أكبر حجم دولاري منذ الأزمة المالية 2008-2009. وفي الوقت نفسه، شهد البنك الوطني السويسري طلباً كبيراً على عملياته الخاصة حيث تم تحصيل 2.3 مليار دولار حسب إفادة العديد من التقارير باليومين الماضيين.

ومن جانبه، قال أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة vi markets بمصر إن السبب الرئيسي لذلك عملية الدولرة التي يقبل عليها البعض في مثل هذه الأوقات تجنباً لهبوط عملات أخرى نتيجة تأثير الفيروس على اقتصادات دولها.

وبدوره، قال إبراهيم القاضي محلل السلع لدى فوركس أربيك إن التحول للأصول شبيهة النقد هو سبب ارتفاع الدولار حيث أشار بنك أوف أمريكا إلى أن المستثمرين قاموا بتجميع مبلغ قياسي في الأصول الشبيهة بالنقد، والتي بلغ مجموعها 137 مليار دولار خلال الأسبوع المنتهي في 11 مارس. وأكد أن الأداء الحالي للذهب ليس خارجاً عن المألوف خلال هذه الأوقات المضطربة، بالنظر إلى أن المعدن النفيس قد تم بيعه أيضاً خلال أزمة 2008 عندما شهدت أسواق الأسهم خسائر كبيرة.

ومع ذلك، فقد تفوق الذهب في الأداء مقارنة بالأسهم بعد انتهاء الأزمة وأضاف أنه بالرغم من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة إلى الصفر وإعلان التسهيل الكمي، إلا أن المعدن الثمين قد فشل في الاستفادة؛ ومع ذلك، نحن ندرك حقيقة أن الأمر استغرق عامين في التعافي لأسعار الذهب لتصل إلى مستوى قياسي يبلغ 1921 دولاراً في عام 2011.