الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تقرير أممي يُحذر من تفاقم الأزمات الغذائية في 2020 بسبب كورونا

تقرير أممي يُحذر من تفاقم الأزمات الغذائية في 2020 بسبب كورونا

حذّر تقرير صادر عن الأمم المتحدة من أن وباء كوفيد-19 قد يؤدي في 2020 إلى تفاقم وضع السكان الذين هم على شفير المجاعة وسجلت أعدادهم تزايداً كبيراً أساساً في عام 2019.

وأفاد التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية لعام 2020، والذي نشرته الثلاثاء مختلف وكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة الدولية، بأن نحو 135 مليون شخص في 55 بلداً طالتها النزاعات ومشاكل المناخ كانوا في وضع «انعدام أمن غذائي حاد» في عام 2019.

وهذا الرقم هو الأعلى منذ 4 أعوام حين بدأ إصدار التقرير الذي سترفعه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي إلى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء.

ويبدو أن أفريقيا دفعت العام الفائت مجدداً ثمن «انعدام الأمن الغذائي الحاد» الذي طال 73 ملايين شخص هم أكثر من نصف سكان القارة.

وبين الدول الأكثر تضرراً من هذه الآفة جنوب السودان (61%) واليمن (53%) وأفغانستان (37%)، إضافة الى سوريا وهايتي وفنزويلا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان والشطر الشمالي من نيجيريا.

وأورد التقرير بأن «النزاعات كانت دائماً المحرك الرئيسي للأزمات الغذائية في 2019، لكن الظروف المناخية القصوى والصدمات الاقتصادية باتت أكبر»، محذراً من أن فيروس كورونا المستجد قد يشكل عاملاً يفاقم هذا الوضع.

ولفت معدو التقرير إلى أنه أحصى 22 مليون شخص إضافي في دول أو مناطق مقارنة بالتقرير السابق، ولكن عبر مقارنة الدول الـ50 التي تضمنها تقريرا 2019 و2020 يتبين أن عدد الأفراد المتأثرين بالأزمات «ارتفع من 112 إلى 123 مليون» نسمة.

ولاحظ التقرير أيضاً أن تفاقم انعدام الأمن الغذائي هو موضوع بالغ الحساسية في مناطق نزاعات مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان، أو في دول تعرضت لجفاف حاد أو تدهور اقتصادها مثل هايتي وباكستان وزيمبابوي.

على الصعيد الاقتصادي، يمكن أن يتفاقم الوضع بشكل سريع جداً في الدول الـ55 المعنية بأزمات غذائية والمدرجة في التقرير نظراً لانتشار فيروس كورونا المستجد.

وحذّر التقرير من أن تلك الدول التي تشملها هذه الأزمات الغذائية «لديها قدرة محدودة جداً وربما معدومة على مواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية» لهذه الأزمة.

ارتفاع سعر الأرز

إلى جانب المشاكل اللوجستية التي تخلفها هذه الأزمة التي تهدد إمدادات دول واردة في التقرير فإن الوباء «يمكن أن يزيد مستوى انعدام الأمن الغذائي لدول أخرى»، مشيراً خصوصاً إلى الدول المصدرة للنفط في وقت سجلت فيه أسعار النفط هذا الأسبوع هبوطاً تاريخياً.

والملاحظة نفسها عبرت عنها منظمة أوكسفام غير الحكومية الثلاثاء قائلة إنه في أفريقيا الغربية يمكن أن يتسبب وباء كوفيد-19 تضاف إليه مشاكل الجفاف وانعدام الأمن في المنطقة، بارتفاع عدد الأشخاص المهددين بالمجاعة بثلاثة أضعاف تقريباً إلى 50 مليوناً في أغسطس مقابل 17 مليوناً في يونيو.

بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا هناك دول من أكبر مصدري الأرز في العالم، وسط قلق من تقلبات سوق الأرز في الأسابيع الماضية.

وأكد أبرز خبير اقتصادي لدى الفاو عبدالرضا عباسيان لوكالة فرانس برس أن الأرز، الغذاء الأساسي، شهد في الآونة الأخيرة «ارتفاعاً كبيراً» في الأسعار.

وذكر أرنو سوليه الوسيط في شركة «إس سي بي» السويسرية أن فيتنام ثالث مصدر عالمي «فرضت حظراً على التصدير عملياً»، مؤكداً أن هذا الحظر تزامن مع شلل منشآت الموانئ الهندية بسبب إجراءات العزل.

ونتيجة لذلك، ارتفع سعر الأرز التايلاندي، الوحيد المتبقي في السوق، سريعاً إلى 570 يورو للطن قبل أن يتراجع مجدداً إلى 525 يورو بعد إعادة فتح جزئية للسوق الفيتنامي الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تنفس الدول المستوردة الصعداء.

وقال عباسيان إن «مسألة الأسعار مهمة، لكن هناك الكثير من القضايا الأخرى التي يجب أخذها بالاعتبار».

وخلص إلى القول «المدارس مغلقة في الغرب والكثير من الناس يشتكون، لكن الوجبات لا تزال تقدم إلى الأولاد. وفي الدول الأكثر فقراً حين تغلق المدارس هذا يعني عدم الحصول على وجبة غداء».