الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل ينتظر الذهب ارتفاعات كبرى في ظل كورونا؟.. محللون يوضحون

هل ينتظر الذهب ارتفاعات كبرى في ظل كورونا؟.. محللون يوضحون

وضعت عودة الحذر والخوف لدى المستثمرين بسبب التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا، الذهب للظهور كملآذ آمن وتوقعات بارتفاعات قوية قادمة قد تدفعه لطريق الـ2000 دولار للأوقية الواحدة حال استمرار الأزمة الراهنة دون حل.

وفي نهاية جلسة الجمعة الماضية، وسعت أسعار الذهب مكاسبها لتربح نحو 23.4 دولار ما يعادل ارتفاعاً بنسبة 1.4% لتصل إلى 1751.70 دولار للأوقية. لتتمكن بذلك من تحقيق مكاسب شهرية بنسبة 3.4% ما توازي 57.5 دولار.

وبدأت تتكشف بعض التصريحات الأمريكية التي تؤكد القلق العالمي بشأن احتمالية اندلاع موجة ثانية من وباء كورونا مع نهاية الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستبدأ عملية إلغاء الإعفاءات التجارية الممنوحة لهونغ كونغ واصفاً التحرك الصيني في هذه المدينة بأنه «مأساة» للعالم، مشدداً أن بلاده سوف تتخذ إجراءات لإنهاء المعاملة الخاصة لهونغ كونغ وأنه سيتم فرض عقوبات على مسؤولين صينين رداً على قرارها الأخير ضد هونغ كونغ بشأن تقيد الحريات هناك. كذلك أعلن ترامب أنه ينهي علاقة بلاده مع منظمة الصحة العالمية التي يتهمها منذ بدء انتشار فيروس كورونا بالانحياز إلى الصين.

وهددت الصين برد انتقامي بسبب تحرك الولايات المتحدة نحو إلغاء مزايا تجارية ممنوحة لهونغ كونغ بعد تسليمها من الحكم البريطاني إلى الحكم الصيني عام 1997.

وقال الناطق باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم إن تحركات الولايات المتحدة لإنهاء بعض الامتيازات التجارية لهونغ كونغ تدخل فادح في الشؤون الداخلية للصين ومحكوم عليه بالفشل. وكانت التوترات المتعلقة بهونغ كونغ ازدادت خلال العام الماضي حيث قامت الصين بقمع متظاهرين هناك، وعززت سيطرتها على المركز المالي الآسيوي.

موجة ثانية

وقال مدير التطوير لدى شركة «ثانك ماركتس» بدبي، جون لوكا، إن تصاعد المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا التي يتوقع البعض أن نرى موجة ثانية منه، والذي فاقمه تنامي الخلاف الأميركي الصيني، وما يترتب على ذلك من انخفاض أسعار الفائدة عالمياً أعادت بريق المعدن النفيس، وتعزيز مكانته كملاذ آمن.

وأشار إلى أن الضغوط البيعية التي واجهها المعدن الأصفر على مستوى الأسبوع ودفعت أسعاره للتراجع الطفيف الذي يقدر بنحو 0.1% كانت بسبب تخفيف قيود الإغلاق حول العالم والتي تعزز آمال التعافي الاقتصادي، مرجحاً أن يرسم عودة الصراع بين الولايات المتحدة والصين وفقاً لتصريحات الرئيس الأمريكي وتحرك بكين الآخير طريق جديد لمكاسب المعدن الأصفر ووصوله لمستوياته قد تتجاوز 1900 دولار على المدى المتوسط، مشدداً على أن تركيز الأسواق الآن بشدة على أكبر اقتصادين في العالم ومن المرجح أن تكون معركة طويلة ومستمرة.

المستثمرون وأزمة الثقة

من جانبه، قال عضو الجمعية المصرية للمحليين الفنيين، ريمون نبيل، إن أسعارالذهب يوم الجمعة ارتفعت لتقترب من أعلى ارتفاعات محققة له في شهر أكتوبر 2012 وتأتي تلك الارتفاعات على خلفية استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين، وغيرها من الأنباء المتشائمة التي تحرك معنويات المستثمرين نحو الملاذ الآمن. وأيضاً على خلفية الأزمه العالميه وأزمة الثقة التي سببها فيروس كورونا الذي أدى إلى إفلاس الكثير من الشركات الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن الذهب قد اقترب أكثر من مرة إلى مستوى المقاومة المهم الواقع عند ١٧٨٠ /١٨٠٠ دولار وذلك هو أهم مقاومة حالية للمعدن الأصفر حيث عدم قدرته على تخطى ذلك المستوى قد يزيد من احتمالات التحرك العرضى أسفل ذلك المستوى وأعلى ١٦٦٠ دولار.

وأوضح أنه قد يكون من أسباب هدوء حركة الصعود الأخيرة هو انتشار بعض الأخبار عن الاقتراب من إيجاد لقاح يقضى على فيروس كورونا فأعطى بعض الثقة المؤقتة للمستثمرين و قد ساعد ذلك فى صعود المؤشر الأمريكى ليقترب من ٢٥٤٠٠ نقطة وقد يكون مستوى ٢٦٠٠٠ نقطة هو مستوى المقاومه الرئيسي الذي قد يصعب اختراقه في ظل عدم الانتهاء من تصنيع لقاح ينهي على الفيروس المسبب الرئيسي في الأزمة.

ولفت إلى أنه قد تكون قدرة الذهب على اختراق مستوى 1800 دولار متوقفة أيضاً على نفس السبب وهو عودة الثقة للمستثمرين في الاستثمار في أسواق المال من عدمه وذلك يترتب عليه أن يواصل الصعود إلى قمته التاريخية بالقرب من 1900 دولار، مشيراً إلى أنه حتى الآن مازال في اتجاه صاعد على المدى المتوسط وأي هبوط تصحيحي له قد يعد فرص لتكوين المراكز على المدى المتوسط بشرط حفاظه على الدعم المهم للمدى المتوسط بالقرب من 1500 دولار، والذي لا نعتقد بأن يكسره لأسفل خلال الربع الثاني والثالث على الأقل.

2000 دولار للأوقية

سجل المعدن الأصفر في منتصف مايو الجاري قمة سعرية عند مستويات 1764 وهي مستويات لم نرَها منذ عام 2012 وكان الذهب قد اكتسب هذه الدفعة القوية من جراء عودة إشعال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي كانت قد تجمدت منذ تفشي جائحة كورونا داخل الولايات المتحدة وارتفاع عدد المصابين وحالات الوفاة، ولكن سرعان ما عاد ترامب يغرد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وتوجيه أصابع الاتهام إلى الصين فىي انتشار وصناعة فيروس كورونا على حد وصفه بالفيروس الصيني، وما زالت شركة هواووي عملاق التجارة الصينية هي شرارة الحرب التجارية بين البلدين.

وأشار محلل السلع والأسهم، ميلاد الأسيوطي، إلى أنه في ظل هذا التوتر وأيضاً في ظل عدم الإعلان عن إنتاج لقاح لجائحة كورونا يكون المستفيد الوحيد هو الذهب، قائلا: «شهدنا العديد من البنوك العالمية، مثل غولدمان ساكس وبنك أوف أميركا يرفعان سقف توقعاتهم للمعدن الاصفر واحتمالية صعود الأسعار لما فوق 2000 دولار للأوقية، وأيضاً تفوق الذهب على عملات الملاذات الآمنة، مثل الين الياباني والفرانك السويسري في النصف الأول من 2020».

وأشار إلى أن الذهب ارتفع بقيمة 8%، أما الفرانك السويسرى فقد ارتفع بواقع 2.68%، وارتفع الين الياباني بواقع 1.46%، وهذا ما يعكس توجه المستثمرين إلى الاستثمار والتحوط بالذهب في ظل الأزمة الراهنة جراء انتشار جائحة كورونا في مختلف دول العالم، وحينما كانت تشير بعض الأخبار إلى عودة الفتج الجزئي للأعمال التجارية في دول العالم والتي كانت من المفترض أن تضع الذهب تحت الضغط البيعي جاء التوتر التجاري بين الولات المتحدة والصين ليعود بالذهب للارتفاع.

وأكد أنه أيضا في حالة ضعف الدولار جراء توفير السيولة من قبل البنك الاحتياطى الفيدرالي والقرارات والسياسات التي تتخذها البنوك المركزية من سياسيات توسعية وتحفيزية يكون الذهب هو المستفيد الأكبر من هذه الإجراءات.