تعافت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة جزئياً في مايو، مدفوعة بإعادة فتح بعض المتاجر والأنشطة الاقتصادية بعد أن فرض انتشار فيروس كورونا قيود الإغلاق التي استمرت لشهرين تقريباً.
وارتفعت كمية السلع المباعة الشهر الماضي بنسبة 12%، مقارنة بـ18% وهي انخفاضات قياسية شهدتها في نهاية شهر أبريل 2020، وفقاً لبيانات صادرة من مكتب الإحصاءات الوطنية.
وقد تعززت مبيعات التجزئة بالبلاد في تلك الفترة بزيادة بنسبة 42% في متاجر السلع المنزلية، مثل محلات الأثاث والطلاء.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية، إن المتاجر غير الغذائية شهدت أكبر زيادة في المبيعات الشهر الماضي بنسبة 23.7%، ووفقاً لتجار التجزئة فإن المستهلكين يقومون بتحسينات بالمنازل وسط قضائهم وقتاً أطول من المعتاد في منازلهم.
وارتفعت المبيعات عبر الإنترنت إلى أعلى نسبة لها على الإطلاق لتصل إلى 33.4% في مايو وسط بقاء المستهلكين في منازلهم مقارنة بـ30.8% في أبريل.
وعلى الرغم من الارتداد الذي شوهد في مايو، لا تزال مبيعات التجزئة ببريطانيا أقل بكثير من مستويات ما قبل الإغلاق. وخلال الشهر الماضي، سُمح بإعادة فتح متاجر التجزئة غير الضرورية في إنجلترا وأيرلندا الشمالية.
وسيتم إعادة فتح معظم المتاجر في اسكتلندا اعتباراً من 29 يونيو. سيتم إبلاغ تجار التجزئة غير الضروريين في مقاطعة ويلز أنه يمكنهم إعادة فتح أبوابهم اعتباراً من يوم الاثنين المقبل.
وحذر صمويل تومز، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة لدى بانثيون ماكرو إيكونوميكس، من أن «الصورة العامة للمستهلك لا تزال قاتمة».
وقال «إن انتعاش مايو في مبيعات التجزئة يجب ألا يفسر على أنه إشارة على أن الاقتصاد يشرع في انتعاش سليم على شكل حرف V من «كوفيد-19».
وتابع: «بطبيعة الحال، سيتعافى الإنفاق على السلع بشكل أسرع من الخدمات، التي تتطلب عادة اتصالاً بشرياً وتظل غير متوفرة إلى حد كبير». مضيفاً: «لكن من غير الواضح متى ستعود مبيعات التجزئة إلى مستويات ما قبل «كوفيد-19»
وعندما أعيد افتتاح المتاجر غير الأساسية في إنجلترا يوم الاثنين، مع الكثير من الطوابير لبعض المتاجر الأكثر شعبية، كان معدل الإقدام أقل بكثير من المعتاد. ومع وجود التباعد الاجتماعي في المكان، سيتعين على تجار التجزئة تحديد عدد العملاء عند الضرورة.
والعملاء الأقل سيعني مبيعات أقل. مع ارتفاع معدلات البطالة وبدء انحسار خطط الدعم الحكومية المختلفة، ستبدأ المالية العامة لكثير من الناس في التعرض لضغوط حقيقية.
ويوم الاثنين، فتحت المتاجر في جميع أنحاء إنجلترا التي تبيع السلع غير الأساسية أبوابها لأول مرة منذ بدء الإغلاق. وحذرت منظمة أكشن فراد يوم الجمعة من أنه يجب على العملاء توخي الحذر عند التسوق عبر الإنترنت أثناء الإغلاق.
منذ أن أُجبرت المتاجر على الإغلاق بسبب 23 مارس، تلقى مركز الإبلاغ عن الاحتيال في المملكة المتحدة تقارير عن الاحتيال في التسوق عبر الإنترنت يبلغ إجمالي خسائره 16.6 مليون جنيه إسترليني.
ومع ذلك، تشير الأبحاث المنفصلة إلى أن المتسوقين قد يشعرون بالقلق بشأن عودتهم إلى الشارع الرئيسي.
حيث يتوقع أكثر من نصف العملاء في المملكة المتحدة أن يذهبوا للتسوق في كثير من الأحيان بعدد أقل خلال العام أو العامين المقبلين، وفقاً لمسح شمل أكثر من ألف شخص من قبل عملاق المحاسبة إرنست يونغ.