أعلنت شركات التكنولوجيا الكبرى عن تحقيق نتائج قوية أكثر من المتوقع، مما يؤكد اعتماد المستهلكين المتزايد على التسوق الإلكتروني خلال وباء كورونا الأمر الذي يعزز قوتهم المالية غير العادية.
وبحسب بيانات رسمية صادرة من تلك الشركات، فإن النتائج المالية المعلن عنها أكدت الأهمية المتزايدة لشبكات التواصل الاجتماعي والمحتوى الرقمي والتي تم النظر إليها الفترة الماضية على أنها شريان الحياة للمستهلكين المتضررين من الجائحة.
«آبل»
ارتفعت أرباح شركة «آبل» خلال الربع المالي الثالث المنتهي في يونيو 2020 متجاوزة التقديرات بنسبة 8% إلى 11.2 مليار دولار مقابل أرباح بقيمة 10.04 مليار دولار في الربع المماثل من العام الماضي. وارتفعت الإيرادات 11 % إلى 59.7 مليار دولار. وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن إيرادات الشركة ستبلغ 52.1 مليار دولار في تلك الفترة.
وشهد عملاق التكنولوجيا في كاليفورنيا زيادة متواضعة بمبيعات «آيفون»1.6%، مع زيادة أهمية الملحقات والخدمات مثل التطبيقات والمحتوى الرقمي. وارتفعت مبيعات أجهزة «ماك»21.6 % وزادت مبيعات «آيباد»31 %.
وقال الرئيس التنفيذي لدى الشركة «تيم كوك»: «في الأوقات المضطربة ولا سيما بوقت أزمة كورونا، يعتبر هذا الأداء شهادة على الدور المهم الذي تلعبه منتجاتنا في حياة عملائنا وعلى ابتكار شركة آبل الذي لا هوادة فيه».
قال المحلل «دانيال آيفز» لدى Wedbush للأوراق المالية، إن النتائج تظهر زخماً لشركة «آبل» في الوقت الذي تستعد فيه لجهاز «آيفون 12» الجديد.
وقال إيفز في مذكرة بحثية: «إن النتائج تؤكد أن المسرح هناك مهيأ لدورة مبيعات ضخمة من «آيفون 12» بالخريف».
«أمازون»
في غضون ذلك، قالت شركة «أمازون» إن الأرباح تضاعفت تقريباً إلى 5.2 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام الجاري مقارنة مع 2.62 مليار دولار في الربع المماثل من العام الماضي. وارتفعت المبيعات 40% إلى 88.9 مليار دولار من 63.4 مليار دولار وهو رقم المبيعات المسجل للشركة قبل عام وذلك بدعم الجائحة التي عززت التسوق عبر الإنترنت وفاقت مبيعات «أمازون» توقعات المحللين التي كانت تشير تحقيقها نحو 81.45 مليار دولار.
وارتفعت إيرادات أعمال التجارة الإلكترونية لدى الشركة في تلك الفترة من العام الجاري بنسبة 48% لتصل إلى 45.9 مليار دولار من 31.05 مليار دولار مبيعات ذات الأعمال في الربع الثاني 2019، في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى أن مبيعات التجارة الإلكترونية ستشهد تحقيق عوائد بقيمة 39.89 مليار دولار.
وسجلت وحدة «خدمات ويب أمازون»، وهو ذراع الحوسبة السحابية للشركة، قفزة بالإيرادات من 8.38 مليار دولار إلى 10.8 مليار دولار لتقترب من توقعات المحللين التي كانت تشير إلى بلوغها 11 مليار دولار. وكانت هذه الوحدة هي أكبر محرك للأرباح في أمازون، حيث حققت أرباحاً تشغيلية بقيمة 3.36 مليار دولار.
وسط ارتفاع المبيعات في عمليات البقالة والفيديو والحوسبة السحابية، أبلغت أمازون المستثمرين أنها تتوقع إنفاق جميع أرباحها هذا العام على التكاليف المتعلقة بالحفاظ على سلامة الموظفين والعملاء خلال الوباء.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لدى الشركة جيف بيزوس: «كان هذا ربعاً آخر غير عادي للغاية، ولا يمكنني إلا أن أكون أكثر فخراً وامتنانًا لموظفينا في جميع أنحاء العالم».
وأضاف: «كما كان متوقعاً أنفقنا أكثر من 4 مليارات دولار في التكاليف الإضافية المتعلقة بالوباء خلال الربع الماضي للمساعدة في الحفاظ على سلامة الموظفين وتوصيل المنتجات للعملاء في هذا الوقت الذي يشهد زيادة في الطلب».
وتابع: «قمنا بإنفاق أكثر من 500 مليون دولار كمكافأة شكر للموظفين في الخط الأمامي، وهم الموظفين الأكثر عرضة لخطر الإصابة نتيجة التعامل المباشر مع العملاء».
وقال نيل سوندرز، من شركة الأبحاث غلوبال داتا ريتيل، «هذه المجموعة الهائلة من النتائج من أمازون تؤكد مدى تحول عادات التسوق خلال فترة الوباء في الولايات المتحدة وحول العالم».
وأضاف: «كان العديد من هذه التغييرات لصالح أمازون حيث أصبح تزايد أعداد المتسوقين رقمياً واتصلوا بالإنترنت لتلبية احتياجاتهم المختلفة».
«فيسبوك»
قالت شركة «فيسبوك» إن أرباحها قفزت 98% إلى 5.2 مليار دولار (1.80 دولار للسهم الواحد) في الربع الثاني بالعام الجاري مقابل 2.62 مليار دولار (91 سنتاً لكل سهم) في الفترة المماثلة قبل عام. وكانت توقعات المحللين تشير إلى أن نصيب السهم من الأرباح المعدلة ستبلغ 1.39 دولار خلال الربع الثاني.
وارتفعت الإيرادات بنسبة 11 % إلى 18.7 مليار دولار وكان من المتوقع أن تسجل إيرادات تبلغ 17.34 مليار دولار في نفس الفترة، مما يشير إلى تأثير ضئيل من مقاطعة إعلانية للشبكة الاجتماعية الرائدة على تعاملها مع المحتوى الذي يحض على الكراهية والمعلومات الخاطئة.
كما ارتفعت إيرادات «فيسبوك»من الإعلانات بنسبة 10% لتصل إلى 18.32 مليار دولار في الربع الثاني من 2020. وزاد إجمالي التكاليف والنفقات لدى الشركة بنسبة في تلك الفترة 4 % لتصل إلى 12.72 مليار دولار.
ارتفع المتوسط الشهري لعدد المستخدمين النشطاء لدى الشركة بنسبة 12% ليصل إلى 2.7 مليار مستخدم بنهاية يونيو الماضي. وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن عدد المستخدمين النشطاء شهرياً سيرتفع بنحو 2.63 مليار مستخدم بنهاية الربع الثاني من العام الجاري.
كما ارتفع عدد المستخدمين النشطاء لعملاق التواصل الاجتماعي بشكل يومي، بنسبة 12% بزيادة 1.79 مليار شخص.
وقالت «فيسبوك» إن شبكته الاجتماعية الأساسية نمت إلى 2.7 مليار بينما بلغ إجمالي جمهوره بما في ذلك «عائلة» التطبيقات أكثر من 3.1 مليار مستخدم.
وقالت المحللة ديبرا أهو ويليامسون لدى eMarketer إن أعمال الإعلانات على «فيسبوك» تأثرت سلبًا بالوباء العالمي، ولكن التأثير كان أقل بكثير مما توقعه الكثيرون".
وقالت ويليامسون في مذكرة بحثية، إنها تعتقد أن تطبيق إنستغرام «لعب دوراً رئيسياً في تحمل نتائج فيسبوك لآثار الوباء»، على الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل من المنصة.
«ألفابت»
سجلت شركة «ألفابت» المالكة لـ «غوغل» انخفاضاً نادراً في الإيرادات والأرباح في الربع الثاني من العام الجاري ولكن النتائج تجاوزت توقعات السوق. حيث تراجعت أرباح الشركة 30 % إلى 6.96 مليار دولار (10.13 دولار للسهم الواحد)، مقارنة مع 9.95 مليار دولار (14.12 دولار لكل سهم) في الربع الثاني 2019. وكان من المتوقع أن يحقق سهم «ألفابت»أرباحاً بقيمة 7.95 دولار في الربع الماضي.
وانخفض إجمالي الإيرادات بنسبة 2% إلى 38 مليار دولار، مقابل 38.94 مليار دولار في الربع المماثل من 2019. لتسجل الشركة أول هبوط فصلي في إيراداتها على الإطلاق.
وتفصيلاً، تراجعت الإيرادات «ألفابت» بعد خصم تكاليف اكتساب حركة المرور، وهي التكاليف التي يتم دفعها لشركات مثل آبل لتكون محرك البحث الافتراضي على متصفحها، إلى 31.6 مليار دولار في الربع الثاني من هذا العام مقارنة مع 31.7 مليار دولار قبل عام. وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن إيراداتها تصل إلى 30.66 مليار دولار في الربع الماضي.
وتراجعت إيرادات إعلانات «غوغل»إلى 29.87 مليار دولار في الربع الثاني. ومع بقاء الناس في المنازل بسبب قيود الإغلاق فقد شهدت إيرادات إعلانات «يوتيوب» زيادة 6% إلى 3.8 مليار دولار مقارنة مع 3.6 مليار دولار بنفس الشركة قبل عام..
وزادت إيرادات الشركة المحققة من وحدة غوغل السحابية بنسبة 43 % في الربع الثاني من 3 مليارات دولار 2019 لتصل إلى 2.1 مليار دولار بنهاية الربع الثاني 2020.والخدمات السحابية التي تم الاعتماد عليها بشكل متزايد في التعلم والعمل والتجارة عبر الإنترنت في ظل الجائحة.